البصرة/ خاصبحزن عميق وأسف بالغ وبمرارة لا حدّ لها تلقى أدباء وكتاب ومثقفو البصرة نبأ وفاة صديقهم الغالي الشاعر (مهدي محمد علي) ليل29 / 30 تشرين الثاني 2011 في أحد المستشفيات بمدينة حلب السورية ، والتي يقيم فيها وأسرته الصغيرة منذ أكثر من عقدين. ويؤكدون أن وفاة العزيز (مهدي) خسارة فادحة لهم وللثقافة الوطنية العراقية الديمقراطية . لقد أجبر النظام البعثي المنهار الزميل الشاعر (مهدي محمد علي) ،عند نهاية عام 1978 ،
من خلال مطاردته ومحاولة اعتقاله والقصاص منه ،على الرحيل بعيداً عن مدينته ووطنه عبر بادية السماوة، في رحلة مضنية وشاقة استمرت ثمانية أيام، برفقة صديقه الشاعر (عبد الكريم كاصد) وبواسطة بعض المهربين نحو الكويت، خلاصاً من براثن الذئب البعثي الدموي المتوحش. لقد بقي (مهدي) منذ ذلك التاريخ وهو يتنقل من منفى إلى منفى، وعينه وقلبه على وطنه العراق ومدينته البصرة التي خصّها بكتابه النثري المتميز (البصرة..جنّة البستان) من إصدارات دار المدى للثقافة والفنون والنشر/ دمشق 1998/، كما واصل التعلق بمدينته وناسها وأصدقائه فيها ، عبر كتاباته النثرية المتنوعة ، وقصائده التي ضمتها دواوينه الشعرية التي أصدرها في المنفى ، إذ صدر للفقيد الغالي ديوانه الأول /رحيل عام 78/ وزارة الثقافة والإرشاد القومي / دمشق 1983 /. وصدرت له بعد ذلك المجاميع الشعرية التالية: سِر التفاحة/دار بابل/ دمشق 1987/، شمعة في قاع النهر/وزارة الثقافة السورية 1995/، خطى العين/ اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 1995/ ، سماع منفرد/ دار المدى للثقافة والنشر/ دمشق 1996/، ضوء الجذور/ وزارة الثقافة السورية 2001/ ، قَطْرُ الشَّذى/ الهيئة العامة السورية للكتاب 2008. والراحل الشاعر(مهدي محمد علي) ولد في البصرة عام 1945 ونشر أولى قصائده في عام 1961. تخرج من كلية الآداب /جامعة بغداد/ عام 1968 /ومارس التدريس في إعداديات محافظة البصرة ، حتى لحظة هروبه منها، وهو عضو هيئة تحرير مجلة (الثقافة الجديدة). إن أدباء وكتاب البصرة ينتابهم الأسى العميق والمرارة البالغة على هذا الرحيل المبكر لزميلهم الشاعر والصديق الرائع (مهدي محمد علي) الذي لم يهادن في حياته المؤسسات السلطوية أو يتناغم معها قط ، تحت أي ظرف قاس مرّ به أو واجهه، ويؤكدون أن (مهدي محمد علي) سيبقى مثلاً يحتذي به في مسيرتهم الثقافية داخل مدينتهم، ووطنهم العراق وشعبهم الناهض من رماد القمع والتعسف والحروب العبثية الخاسرة والاحتلال ، والذي سيواصل بصلابة ومن دون تراجع مسيرته كما واصلها مواجهاً الدكتاتوريات السابقة والراهنة. الذكر الطيب والدائم للصديق الفقيد الغالي الشاعر(مهدي محمد علي) والفخر بسيرته الحياتية الناصعة، ومنجزاته الأدبية والثقافية المتنوعة المتميزة و المتعددة.
أدباء وكتاب ومثقفو البصرة ينعون الشاعر
نشر في: 2 ديسمبر, 2011: 06:22 م