فيصل لعيبيضباب ساحة (أم البروم) يهبط الآنيتخلل العابرين و عربات الحمل الثقيلةيغطي وجوه المارة، ويخفي دموع الناس
الشمس بعيدة جداً.والصحراء في المنعطف.والليل قاب قوسين أو أدنىهمهمة السابلة ومحركات المكائن السيّارةتنذر بالكارثة***كانت الساحة مقبرة للأجدادثم حديقة للعشّاقوكانت خمّارة ( الوردة البيضاء ) فيها والندامى في حضن النعيم .ثم صارت ساحةً لنقل الركاب والمسافرين وملتقى الهاربين من الجيش وضحايا الحروب العبثيةبائعات الهوى ، مهربو السلع والعمّال العاطلونيتوزعون جنباتها، ينهون صفقاتهم ويعودون محمّلين بالهمومتوزع المناشير السرية والمناشير العلنية فيهاويتبارى ( تومان ) مع ( أبو أدور ) الدلاّل في جذب زبائنهم.في ساحة ( أم البروم ) تنهض ( البصرة ) مثقلة تترنح من فرط التعب والسهر ونكران الجميل. ***يركض الطفل (مهدي ) إلى أخيه العاشق ويوصل ( السفرطاس ) لأخيه الخيّاط النشيط .يمارس هوايته المحببة : مراقبة " الأشياء والكلمات ".يفتح نافذة البصرة على مصراعيهاينادي من يراه، يدعوه للدخول مجاناً لفيلمه الجميل. ينبه النائمين في السطوح، يدعوهم للنهوض.فالبصرة تنتظر !!!**** وبعد سنين وطول انتظار وسفر ممل وعيش عسيربعيداً عن جنته يلوذ الملاك إلى روحهكسرة خبز زاده وخمر قليل.يحاور نفسه بعيداً عن هواهتلونت الدنيا وما ناله منها غير النوى تنحى جانباً عن تلك الرياض ومال القلب للياسمين*** تسامع مع بعض الصحاب وكركر مخنوقاً بالدموع .. فصعب عليه قبول الخراب.تذكر الشط والمنحنى، تساءل عمّن يعود؟ وجال في صداقات السنين مرت عليه سماحة وجه ( أطياف ) ووجوه من يحب، تترقرق أمامه كما المويجات الراقصة على وجه النهر.يسير وحيداً في بلاد اليبابوينوء بحمل يهد الجبال ......من البصرة لبغداد ومن بغداد للكويت ومن الكويت لليمن ومن اليمن للشامهناك آثار دم الشاعر ونفحة الروح في القصيدة.rnلندن في 1\12\2011
طفل البصرة.. (جنّة البستان)
نشر في: 2 ديسمبر, 2011: 06:24 م