TOP

جريدة المدى > سياسية > (انتصار المفاوضات) ينجح مع الخارج وينتكس في الداخل

(انتصار المفاوضات) ينجح مع الخارج وينتكس في الداخل

نشر في: 2 ديسمبر, 2011: 09:34 م

 تحليل سياسي/ ماجد طوفان أثارت زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن المفاجئة العديد من ردود الأفعال على الرغم من ان الزيارة نتج عنها تأكيد من الجانب الأميركي بالالتزام في ما يخص انسحاب القوات حسب الاتفاقية المبرمة مع الجانب العراقي ولعل اللافت ان رئيس الوزراء نوري المالكي
 وصف الحدث بانه ( انتصار للمفاوضات ) وهذا يدلل على ان الجانب العراقي يتمتع بروح وآلية الحوار والتفاوض وهو يمتلك القدرة على التعامل مع دولة كبرى مثل الولايات المتحدة ، لكن المثير للاستغراب ان العراقيين ينتصرون في مفاوضاتهم مع الآخر لكن عندما يصل الحوار في ما بينهم فإنهم يصابون بالفشل والعقم ؟ فما هي اسباب فشل حوارنا الداخلي والذي اعتقد انه اهم من اي حوار آخر ؟ وهل جاء انتصار المفاوضات مع الجانب الامريكي عن اجماع سياسي ام جاء نتيجة ضغوط داخلية وخارجية ؟ وبالرغم من ان التصريحات تفيد ان الانسحاب تام وليس هناك ارتباطات اخرى بهذا الاتجاه ،الا ان بعض اطراف الحكومة قالت كلاما ربما يمكن تفسيره بان البقاء الأمريكي سيتخذ شكلا آخر من خلال تواجد الخبراء والمدربين ضمن ملاك السفارة الأمريكية وهذا يمكن ادراجه ضمن بنود اتفاقية الاطار الستراتيجية . ربما تنفتح قريحة سياسيينا  عندما يكون الطرف الآخر في الحوار ليس عراقيا ، اما اذا كان عراقيا فان كل المنعطفات ستكون حاضرة ، وكل الآفاق تكون مسدودة ، وتبقى الحلول بعيدة عن متناول اليد ، وهي سمة غالبة لمعظم الحوارات التي تمت بين الفرقاء السياسيين وعلى مدى ثماني سنوات ، والسؤال متى يمكن ان تنتصر مفاوضاتنا  ام سيكون ضمن عرفنا السياسي _ باعتبار ان العملية السياسية لم تلتزم بالدستور وباتت القاعدة هي التوافقات –  ألا تصل حوارات الساسة الى حلول؟! المراقب لوضع البلاد الداخلي يؤشر اننا نعاني ازمة حوار حقيقي ، وذلك لغياب النوايا اولا ، ولغياب الثقة بين اطراف العملية السياسية ثانيا  ، ولعل المثير في الأمر ان علاقات العراق الخارجية تبدو جيدة وحسنة بينما تسود حالة من الفوضى بين اطرافه الداخلية تصل احيانا الى حد يمكن تسميته ما بعد القطيعة ، وطوال الفترة الماضية لم يلمس  المواطن او المراقب اية اشارة ايجابية يمكن ان تفضي الى وضع حد لهذا الانفلات السياسي الذي يهيمن بدوره على مجمل القطاعات الاخرى سواء كانت سياسية او اقتصادية او امنية  ، والحالة العراقية دائما هي في الصدارة اذا حسبناها من حيث المفارقات ، فلا يمكن ان تجد نظاما سياسيا يحقق انتصارا خارجيا – ولو على مستوى الحوار – في حين هو يعاني ازمات داخلية لها اول وليس لها آخر ، والقاعدة السياسية البديهية تقول ان الدول التي تتمتع بنظام سياسي مستقر ومتجانس هي التي تنتصر ، وفي الحالة العراقية يبدو الوضع مقلوبا رأسا على عقب ، ولا يمكن لاي منظر في العالم ان يضع قواعد للعبة السياسية العراقية ، فهي دائما شاذة وخارجة على السياقات التاريخية ، فكلما اوغلنا في التقدم زمنيا الى الامام تعود العملية السياسية الى الخلف، وبشكل يدعو للقلق ، وهذا سببه ان النخب السياسية فاشلة في حوارها وبامتياز ، وهذا ما يدعو للدهشة والحيرة ، فالمفاوضات العراقية / العراقية تنحو نحو خلق العقدة دائما ، وتبحر عكس التيارات العنيفة وكأنها استمرأت هذه اللعبة ، وكأن وجودها اصبح مقترنا بهزيمة حواراتها ، وبالتالي فان الانكسار والانتكاس هما السمة الغالبة اليوم . ولا يبدو للمراقب ان هناك فسحة من الأريحية تسود بين المشتركين الآن في ادارة دفة الحكم في العراق ، بل ان الطاغي التشدد الواضح وعدم وجود المرونة في الحوارات والمفاوضات التي غالبا ما يكون مصيرها الفشل الفادح . متى تنتصر حواراتنا الداخلية وتكون بمستوى الحوار مع الجانب الأمريكي او غيره ؟ ومتى تتخلى النخب الحاكمة عن ارادتها الجزئية لصالح حقوق الوطن بكليته ؟ ربما علينا أن ننتظر حوارا خارجيا جديدا لنرى ان كنا سننتصر فيه ايضا ، ام ان انتصارنا سيقتصر على عملية الانسحاب الامريكي من البلاد وهو استحقاق فرضه الشعب ولم يصنعه السياسيون الذين وحسب أدائهم الحالي لن ينتصروا على اي شيء ، بقدر ما يذهبون دائما الى خلق الأزمات لان وجودهم مقترن بها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram