TOP

جريدة المدى > سينما > العالم شاشة صغيرة .. الموبايل انعكاس لشخصيّة الشاب

العالم شاشة صغيرة .. الموبايل انعكاس لشخصيّة الشاب

نشر في: 3 ديسمبر, 2011: 07:13 م

 بغداد / قيصر البغدادي في الطريق المزدحم المؤدي في نهايته إلى  إحدى السيطرات ، ضج من داخل سيارة (كيا) كانت متوقفة في وسط السيارات المتراصفة ، صوت علي جعل الجميع يلتفت إلى تلك السيارة التي كانت تنتظر دورها في الوصول إلى نقطة التفتيش ... أغنية "بسبس ميو" الشهيرة لمحمد السالم تعالت من خلال جهاز موبايل صيني كسر صمت الانتظار، وتناقلت العيون قبل الأذن الى مصدر الصوت ...حتى حمل شاب في بداية العشرينات النقال ووضع على أذنه بعد أن استمرت النغمة التي اختارها لجهازه فترة طويلة شغلت البعض عن سؤم الانتظار.
احتكر الجهاز النقال ( الخلوي ، الموبايل ) في العراق فضاءً واسعا بعد الهاتف الأرضي الذي مللنا انتظار الحرارة التي كانت دوما مقطوعة عن أجهزتنا الكبيرة ذات القرص الدائري ...وبعد سقوط النظام انتشرت الموبايلات بسرعة كبيرة ، وتنوعت أشكالها وأحجامها وحتى أغراضها ، ولم تعد تستخدم للاتصال فقط بل هناك استخدامات أخرى لها . كنا في السابق ننظر إلى الشخص الذي يحمل جهاز الموبايل نظرة ريبة وشك ونعتقد انه يعمل في جهاز المخابرات ...نعم في الأردن مثلا في تسعينات القرن الماضي كان الناس يحملون الموبايل لكننا كنا نعتقد أنهم جواسيس بعثهم صدام لمراقبة العراقيين هناك ...وبعد سنوات تغير الأمر وأصبح الموبايل يمكن استخدامه للاستماع إلى الأغاني والراديو ومشاهدة التلفاز، واستخدامه كـ (كاميرا)  أو الولوج إلى الإنترنت وغيرها من الاستخدامات، حتى أصبح العالم شاشة صغيرة بدلاً من قرية صغيرة.لمى هيثم طالبة في كلية اللغات جامعة بغداد تقول: إن الموبايل جعلني مراقبة طوال الوقت، وحرمني من حريتي الشخصية واستقلاليتي، ومع ذلك تعودت عليه ولا أستطيع الاستغناء عنه لأنه أصبح جزءاً من حياتي، فهو كارثة تكنولوجية" .بينما يقول ليث ، طالب  كلية الهندسة ، "لم يعد لدي إلا قدر قليل من الخصوصية، ويمكن أن يُخترق في بعض الأحيان، فبأي وقت يستطيع أي شخص أن يسألني أين أنت؟ وأن يدخل حرمة لحظاتي الخاصة".وأشار عادل حارث طالب جامعي  إلى أن الموبايل الذي اقتناه منذ سنوات حل مشكلات كثيرة، لكنه في الوقت ذاته أضاف العديد من المشكلات التي لم يكن يتوقعها "فلم يعد من الضروري أن أذهب لأصدقائي وأسألهم عن أي شيء، لذلك قلت الزيارات بيني وبينهم، حتى أصبحنا نكتفي بإرسال الرسائل في المناسبات، التي كانت تفرض علينا رؤية بعضنا البعض لنتبادل التهنئة".بالمقابل، تؤكد سرى حسين ( 20 عاما ) " شكّل الموبايل جسراً للتواصل بيني وبين من أحب، فأنا أستطيع التكلم معه في أي وقت وأن أطمئن عليه، فهو وسيلة جيدة للتتبع إن صح التعبير" ، وأضافت "لا يخلو الأمر من بعض مشاكل سوء الفهم، فكلما وجد خطي في الانتظار أو مشغولاً، وجب الشرح والتعليل".وتابعت "الموبايل يمتن العلاقة بيني وبين من أحب، فكأنني موجودة معه في كل مكان وفي أي وقت".ويرى قائد سلمان طالب كلية الآداب في الجامعة المستنصرية أن الموبايل جعل عملية الكذب أسهل "فيمكنني الكذب على أي شخص لا أرغب في أن يعرف أين أنا، فأجيبه بأنني خارج المدينة أو لدي عمل مهم من دون أن يراني ".وتابع قائد "أدع في بعض الأحيان أحدهم يرد على موبايلي وأطلب منه أن يخبر المتصل أني نسيت جهازي في مكان ما"، وأضاف "أسهل الأمور التي الجأ إليها هي إطفاء جهاز الموبايل في الوقت الذي سيتصل به شخص غير مرغوب فيه، وفي ما بعد أتحجج بأمر ما".بينما يشكي  سعيد صاحب ( 26 عاما ) من مصروف الموبايل، ويقول "دخلي محدود، وعندي مصاريف كثيرة، ومع دخول الموبايل حياتي أصبحت أصعب ، ما أضاف نافذة جديدة وواسعة لهدر أموالي"، وتابع "أضطر أحياناً للدَيْن كي أجري مكالمات ضرورية وطارئة إن لم يتوفر لدي رصيد  ".وهذا ما أكده لؤي حيدر طالب في معهد التقني حيث يقول "جزء كبير من دخلي يخصص لكارتات الموبايل والخدمات التي أشترك بها"وعن الأغاني والنغمات المستخدمة في الموبايلات ، يرى عدي عباس (20 عاما )  أن "نوعية الموبايل وأغنية رنينه، تعبران عن شخصية حامله،فبتنا اليوم نقيّم الشخصية ومستواه الاجتماعي والاقتصادي عبر نوعية جهازه ونوع الأغاني التي يضعها كرنة له، وأنا أحرص دائماً على اقتناء أحدث الأجهزة، وأن أضع أحدث الأغاني ليرن بها، والتي أقوم بتغييرها حسب حالتي النفسية والعاطفية".من جانب آخر، لا ينكر على الموبايل بأنه قصّر المسافات وجعل الزمن لا متناهٍ، فأصبح بإمكان أي شخص تلقي اتصال ما في أي مكان وفي أي وقت، وبات المرء على اتصال دائم بالعالم الخارجي، عبر خدمات تلقي الأخبار وتصفح الإنترنت، حتى أصبح العالم شاشة صغيرة بدلاً من قرية صغيرة".ولكن بالمقابل يشير المختصون إلى أن كل تكنولوجيا جديدة لها مضارها وآثارها الجانبية غير الحميدة، فالموبايل كتكنولوجيا جديدة جعل العلاقات الاجتماعية تتم عن بعد، بدلاً من الزيارات الشخصية التي تميز بها العرب كصفة إيجابية قديمة تميزوا بها، وأصبحت وسيلة للتسلية، ولاقتناء الصور الفاضحة والألعاب الملهية، وخاصة لدى الشباب، ما أدى إلى زرع أنماط مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا.ويعتقد الباحثون انه اقتحام لخصوصية البشر، في أي زمان ومكان، وأنه أصبح إدمانا للجيل الجديد، فلا يمكنهم الاستغناء عنه. فيما يعده المهتمون بالشأن الاقتصادي ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram