اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > (بهيّة).. تختار ولا تنتظر المعجزة

(بهيّة).. تختار ولا تنتظر المعجزة

نشر في: 3 ديسمبر, 2011: 07:37 م

لينا مظلوم  كلما أوشكت السفينة أن ترسو بمصر على شاطئ الاستقرار ومتابعة العملية السياسية وفقا لأسس ثورة 25 كانون الثاني ..تتفجر الأوضاع مهددة بالعودة إلى المربع الأول وإلى تصدر بؤرة الاهتمام العالمي.. وكأن الذي خلق من رحم التوحد الحضاري الذي أثار إعجاب العالم ..جنين يحمل كل تشوهات الاختلاف.
 لم يعد الرأي العالمي يسمع سوى صراعات وتضارب في المواقف المتبادلة بين النخبة السياسية وشباب الثورة والمجلس العسكري ووسائل الإعلام.. حتى فقدت الثقة بين هذه الأطراف .. وبعد أن أساء النظام السابق إلى الجهاز الأمني المصري عن طريق توريطه في وضع مواجهة دموية مع المتظاهرين خلقت جدارا نفسيا من العداء المتبادل بينهما.فشلت في العثور على الحقيقة حتى من موقع أحداث العنف التي تفجّرت قبل الانتخابات..وهو ما حاولت معرفته من الطرفين أثناء تجوالي بين ميدان التحرير والشارع الذي شهد المواجهات العنيفة بي الأمن والمتظاهرين..كلاهما يروي قصصاً متناقضة تدين الآخر ..من دون أن يعرف أحد من بدأ ماذا..ولما تصاعدت الأحداث الى هذه الوحشية. رياح الاحتقان خيّمت غلى مصر قبل أيام من إجراء أول انتخابات بعد الثورة.. والمثير للدهشة أنها- خلافا لكل التوقعات- لم تؤثر على نسبة مشاركة المصريين في الإدلاء بأصواتهم. في ظل غياب الحقائق تبدو كل الأطراف متخبطة.. الشباب أو الثوار الذين قوبلوا إثر نجاحهم في الخطوة الأولى بحالة أقرب إلى(التأليه)الإعلامي.. أربكت وعيهم البريء، وهو في مراحل التشكيل الأولى..فلم تعد تعنيهم الخطوة التالية بعد الثورة..في حواراتي معهم أسمع كلمات ومطالب تتردد بشكل آلي..يطالبون بإسقاط المجلس العسكري من دون إدراك أن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة الباقية لتمثّل الدولة..سقوطها - مع غياب الجهاز الأمني- يعني سقوط مصر في جحيم فوضى عامة..أسألهم عن مدى تحمل مصر حاليا كارثة فراغ سياسي تضاف إلى الفراغ الأمني والفراغ الاقتصادي؟.. كلها أسئلة غير مطروحة للنقاش الموضوعي داخل ميدان التحرير و شبابه ،خصوصا بعدما زرعت المبالغة الإعلامية داخلهم بأنهم الوحيدون أصحاب الحق في اختيار مستقبل مصر.. هم يمارسون نقد الآخر من دون فضيلة الاعتراف بوقوعهم في ذات الأخطاء.. إذ يتهمون المجلس العسكري بالتباطؤ في اتخاذ القرارات ومحاولة إقصائهم عن ساحة العمل السياسي ..دون أن يحاسبوا أنفسهم على التباطؤ في إعلان رفضهم- بعد حوالي عام على الثورة- لكل القوى الدينية بعدما اكتشف شباب الثورة أنهم يحاولون اختطاف الثورة لصالحهم!! و هي معلومة تأخرت كثيرا في الوصول إليهم!!..يشتكون من الإقصاء ويرفضون تلبية دعوات المجلس العسكري للاجتماع بهم. لأن (الملائكة) ليس لهم دور في اللعبة السياسية ..يتحمل المجلس العسكري مسؤولية بعض أسباب تدهور الوضع. الجيش ارتضى أن يحمل أعباء لا تدخل ضمن خططهم العسكرية للدفاع عن أمن الوطن ..عنصر المفاجأة في الحدث وضعهم أمام موقف مختلف ومربك.. مع ضغوط انفجار موجة الإضرابات والاعتصامات والغياب الأمني.. ما انعكس على بعض قراراته المهمة ، على رأسها كان يجب بعد الثورة أن يأتي بأقوى حكومة في تاريخ مصر..تمارس دورها بحزم لتخطي- بأقل الخسائر- المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر..للأسف جاءت الاختيارات محبطة خصوصا مع اصطدام المجلس العسكري بواقع التنافر بين القوى السياسية التي ظهرت بعد الثورة، إذ بدا كل منها يحاول جذب ثوب الثورة الأبيض تجاه مصالحه الخاصة بدلا من إعلاء الصالح العام ..حتى كاد (الثوب) أن يتمزق..إجراء الانتخابات الذي تم بهدوء - رغم المخاوف- حمل من جهة أخرى رسائل سياسية ملغّمة بين الأطراف المعنية.. أولها رسالة الجيش او المجلس العسكري إلى معارضيه بإصراره على عدم تأجيل الانتخابات حتى ليوم واحد ..وفعلا قام بجهود جبارة لحفظ الأمن وإجراء العملية الانتخابية بكل انضباط ودقة.. وإن ليس للجيش - كما يجزم البعض- أطماع في السلطة .. ثانيا رسالة من الشارع المصري إلى ميدان التحرير تؤكد أن الكيل فاض به من حالات التظاهر والاعتراض .. ورغبة الشارع في بدء العملية السياسية والتفافه حول الجيش.. لعل أكبر مظاهر هذه الرسالة التكالب غير المسبوق على المشاركة في الانتخابات وهو ما لم تعتاده الحياة السياسية قبل الثورة ..حيث كان التزوير هو سيد الموقف وصاحب الفضل في حصد أعلى نسبة من الأصوات.أخيراً الشارع المصري بدلا من أن يمضي أسابيع منتظرا معجزة وهو يدور في حلقة جدلية لا تنتهي حول صراعات الأطراف المعنية .. وهو يرى اقتصاده يقترب من الإفلاس وطاقته الإنتاجية متوقفة.. اختار الحل العملي – كما بدا له- وهو التوجه نحو أول خطوة في طريق العملية السياسية. كاتبة عراقيّة مقيمة في القاهرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram