TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تحيّة العَلَم

تحيّة العَلَم

نشر في: 3 ديسمبر, 2011: 07:37 م

واحد من المظاهر التي تصر وزارة التربية على إبقائها في مدارسنا هي مراسيم تحية العَلَم التي لم يجرؤ أحد من العاملين والمسؤولين في وزارة التربية على مناقشتها وهل هي ضرورية أم لا؟ وبالتأكيد فإننا عندما نطرح هذا إنما نريد أن نعرف ما الضرورة والغاية التي تجعلنا نتمسك بمراسيم تحية العَلم حتى يومنا هذا،
على الرغم من أن هذه المراسيم كانت غايتها الأساسية تمجيد النظم الدكتاتورية في العهود السابقة، بدليل أنها تقام في المدارس التابعة لوزارة التربية، ولا تقام في المعاهد والكليات ودوائر الدولة الأخرى،هل سمعتم يوماً أن دائرة ما قامت بمراسيم رفع  العَلم ؟، وأنا واثق بأننا لو سألنا أي مسؤول في وزارة التربية ومديريات التربية في المحافظات عن الغاية من مراسيم تحية العَلم لوجدنا أن الإجابة ذاتها التي كنا نسمعها من (رفاق الأمس) مع بعض التحوير، وهي عبارات إنشائية تؤكد أن تحية العَلم تنمي حب الوطن وتغرس هذا الحب في نفوس التلامذة وتجعلهم يدافعون عن الوطن إذا ما تعرض لأي عدوان هنا أو هناك ، وأن هذا العَلم طالما لف أجساد الشهداء من الشعب .ما جعلني أتوقف كثيراً أمام هذه المراسيم الأسبوعية التي تقوم بها مدارسنا في عموم العراق هو سؤال وجهه أحد المعلمين لأحد الباعة الذين يفترشون الأرصفة حين قال له:أين أجد عَلم العراق  لأشتريه؟ وأرشده هذا البائع للمحل المطلوب، لم يكن أمامي سوى أن أساله وماذا تفعل به؟ قال لكي نرفعه يوم الخميس في المدرسة. ولم أساله بعد ذلك لماذا لم تزودكم وزارة التربية بالأعلام الكافية لأنني أيقنت أن الرجل لو زودته الوزارة بما يريد لما بحث في هذا اليوم عن غايته، وهنا قلت ما الجدوى من مراسيم غايتها، حب العلَم الذي هو رمز الوطن وترسيخ هذا الحب في عقول التلامذة، والوزارة عاجزة عن تأمين عَلم العراق لجميع المدارس ، ناهيك عن عشرات بل مئات الأعلام العراقية التي تعتلي الكثير من الدوائر وقد أصابها الإعياء وغابت ألوانها وبعضها تهرأ ؟ هنا يكمن السؤال هل حب الأوطان مرتبط برفع العلم حتى وإن كان غير مناسب من حيث مظهره وألوانه التي أكلتها حرارة الصيف ومزقتها رياح الشتاء،وهل القياس الحقيقي لحب أبنائنا التلاميذ وطنهم فقط في مراسيم تحية العَلم ؟ بالطبع لا ، لأن الكليات لا ترفع العَلم في نهاية الأسبوع أو حتى في بداية العام الدراسي ، وموظفو الدوائر العراقية لا يرفعون العَلم ، فإن هنالك معايير كثيرة يجب أن تكون هي الأساس وأن نحاول جاهدين إعادة النظر بالكثير من الممارسات غير التربوية التي كانت وما زالت سائدة في مؤسساتنا التربوية، ومن ينظر للمدارس سيجد أن العَلم مرفوع فوق بناياتها طوال العام ، فما الجدوى من رفعه في يوم الخميس من كل أسبوع ، طالما أن التلميذ يراه يرفرف يومياً كلما دخل بناية المدرسة وخرج منها، أو كلما مرّ في أيام العطلة ورأى هذا العَلم يرفرف عالياً؟أجد أن تمسك وزارة التربية بمراسيم تحية العَلم في يوم الخميس وهو آخر أيام الأسبوع يمثل حالة يجب أن نتوقف عندها ونسأل أنفسنا لماذا لا يتم رفع العَلم في بداية الأسبوع وليس نهايته ؟ أو لماذا لا يتم رفع العلم في اليوم المدرسي الأول ويظل مرتفعاً طوال العام الدراسي، وتكون مراسيم نموذجية يأخذ فيها العَلم حقه من العلو ، والتلامذة حقهم من النشوة به، مجرد رأي نطرحه أمام وزارة التربية التي نشكرها لأنها منعت الإطلاقات النارية في مدارسنا، وبقي أن تجد نكهة جديدة لهذه المراسيم وأن توفر ما يكفي من الأعلام والسواري وغيرها من المستلزمات التي ترقي بالعَلم، وألا تكون هذه المراسيم عبئاً على إدارة المدرسة ومعلمي الرياضة الذين ربما يعانون في الحصول على العَلم العراقي من الأسواق المحلية، خاصة أن الكثير من المحال ربما لا تلتزم بالقياسات الرسمية لأبعاد العَلم وما يترتب على ذلك من تشوهات لرمز وطني شامخ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram