اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > سوق هرج.. فـي مستشفياتنا!

سوق هرج.. فـي مستشفياتنا!

نشر في: 4 ديسمبر, 2011: 06:59 م

بغداد /إيناس طارق الساعة السابعة  من مساء أحد أيام  شهر تشرين الثاني من عام،2011 المكان مستشفى مدينة الطب، الحادث عيارات  نارية تطلق في الهواء وصراخ رجال يهددون ويتوعدون ولا أحد يعلم من هو المقصود! حراس المستشفى الواقفون  في البوابة الرئيسية الواقعة قرب جسر باب المعظم كانوا يحاولون بأقصى ما يتمكنون
عدم السماح لهؤلاء الرجال من اختراق بوابة المستشفى لكن وبكل صراحة دون جدوى،الناس داخل أروقة المستشفى وخارجه  والحراس كانوا خائفين  من هذه الضجة التي خلفت الخوف والقلق لدى الجميع، فحالة الهيجان والغضب من قبل أفراد عائلة تعرضت  ابنتهم البالغة من العمر 3 سنوات  إلى حادث دهس جعلت المستشفى وحراسه في موقف لا يحسدون عليه فأين كان أفراد عائلتها عندما خرجت إلى الشارع العام؟!المفاوضات تستمر بين الحراس الأمنيين وبين أفراد عائلة الفتاة الذين كانوا يصولون ويجولون ويتوعدون أهل السائق بالثأر والقتل وأهل السائق كانوا صامتين يحاولون أن يكونوا أكثر هدوءاً وسكينة وما هي إلا ربع ساعة،حتى أعلن الطبيب أن الفتاة توفيت، وهنا ما لا يمكن أن يتصور المرء ما حدث، إطلاقات نارية ونساء ورجال يركضون صوب البوابة، معارك بالشتم والضرب لعائلة السائق من كل صوب وحدب.ولانستطيع أن ننقل الأحداث الباقية لأنها حقيقة بينت أن مجتمعنا أصبح بكل صراحة يفتقد الوعي الصحي بشكل كامل ناسين أن القدر أحيانا يقول كلمته.هناك عدة دراسات أجريت بشكل عام على واقع المستشفيات من قبل أطباء ذوي اختصاصات مختلفة بينت أن أسباب تردي الواقع الصحي في العراق عديدة أهمها أن عدد المستشفيات النوعية(أي التخصصية)لايستوعب أعداد المرضى.إن أغلب المستشفيات تتمركز في العاصمة بغداد وبالذات التخصصية منها(مستشفى ابن الهيثم للعيون،مستشفى العقم وأطفال الأنابيب،الواسطي للجراحة التجميلية،الرشاد للأمراض العقلية،ابن رشد لمعالجة المدمنين،ابن الخطيب للحميات،ابن زهر للأمراض الخاصة ابن النفيس لجراحة القلب والأوعية الدموية، الطب والإشعاع الذري وغيرها)،أغلب المستشفيات استغل أو وُضِعَ تحت خدمة الجيش أيام الحرب العراقية الإيرانية،مما استهلكها وقلل من كفاءتها،كل المستشفيات لم يجر تحديثها وبقيت على ماهي عليه وبالتالي لم تعد تساير الاحتياجات الصحية للمواطنين،سوء التوزيع الجغرافي لهذه المستشفيات،وأغلب تلك المستشفيات التي أنشأها النظام السابق سخرّت لخدمة أغراضه الدعائية دون الالتفات إلى مصلحة الشعب فتم الاستعراض بها سواء بالموقع أو بالتسمية،فكل المستشفيات الرئيسة في المحافظات وصِمت باسم رأس النظام(الآن أستبدلت بأسماء أخرى/وسواء سابقاً أو لاحقاً ما زالت التسميات بعيدة عن الجماعية الوطنية إن صح التعبير)،أما الآن فلم يتم إنشاء مستشفيات ذات صفات نوعية متطورة أو متغيرة سواء بالبناء أو الأجهزة أو المعدات وبما يتناسب مع ما يجري في العالم المتقدم. و المستشفيات العراقية كانت تعاني ومازالت من:ـالاختناقات الشديدة بسبب طاقاتها الاستيعابية المحدودة.وقِدم البنايات رغم وجود بعض الحملات الإعمارية،علماً أن هذه الحملات قد طالتها أيدي الفساد والعبث بالمال العام.rnوزارة الصِّحَّة كل تلك النقاط كانت هي المعيار الأساسي لقلة الاهتمام وزيادة الوعي الصحي لدى المواطن العراقي الذي أصبح يحل مشاكله حتى في المستشفيات بنفسه ونسي أن القدر هو من يقول أحيانا كلمته الفصل إذا فقد المريض حياته، يقول مدير العلاقات والإعلام في وزارة الصحة زياد طارق في تصريح لـ(المدى): إن قلة الوعي الصحي سبب الكثير من المشاكل وما يحدث الآن في مستشفى مدينة الطب والمستشفيات الأخرى هو شيء روتيني ويتكرر صباحا ومساء كما  يواجه المنتسبون الأمنييون والأطباء  مضايقات وتدخلات من المرافقين للمرضى لأنهم يريدون أن يتجولوا في المستشفيات براحتهم وأن يكون الطبيب تحت إمرتهم، فوصل الأمر إلى أن يتدخل مرافقو المرضى  بوصف الدواء لمرضاهم ويرفضون أخذ العلاج الموصوف من قبل الطبيب،وأكد طارق كل ما يحدث من تدخلات  يعزى إلى قلة الوعي الصحي للمواطن الذي كان لابد من أن يسند بإعلانات تلفزيونية على قناة حكومية تعتمد دستورياً،  فالآن أصبحت مشكلة لدى وزارة الصحة هي كيفية الإعلان والتوعية عن جدول لقاحات شلل الأطفال مثلا،الآن وبكل صراحة وزارة الصحة عندما تريد بث إعلان عن القيام بحملات تلقيحات أو إرشادات طبية وقائية، القنوات الفضائية تعلن عن أجور خيالية للثانية الواحدة تتجاوز 36 دولاراً، وأشار طارق إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى ميزانية كبيرة تتجاوز ميزانية وزارة الصحة تخصص فقط لإعلاناتها الطبية والتوعية الصحية.أما في ما يخص عدم التزام المرافقين بأوقات الزيارة عزا طارق ذلك إلى عدم وجود نظام أمني كامل إضافة إلى الوعي الصحي فكل مرافق تطلب منه مغادرة المستشفى وتخبره أن وقت الزيارة انتهى يبدأ بالصراخ والوعيد ويتصل بفلان وفلان،فماذا يفعل الممرضون والأطباء حيال ذلك،واستدرك زياد في حديثه قائلا: إن قلة الوعي الصحي لا يرتبط فقط بالناس غير المثقفين فهناك أناس يحملون من العلم الكثير يتصلون بالوزارة ويطلبون توفير غرف خاصة لمرضاهم وأن يكون الطبيب هو من يواف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram