علاء حسن دخل الاعلام العراقي هذه الايام في التجاذبات السياسية والصراعات القائمة ، واثبت انحيازه الواضح والمكشوف للاطراف المتصارعة ، وتناسى رسالته المهنية بشكل مقصود وراح يؤجج المشاعر "الطائفية والمذهبية " ، ومن يتابع اذاعات محلية تدعي الاستقلالية والمهنية والبحث عن الحقيقة،
يجد خطابها اشبه بالتعليق على" صور من المعركة ". فاحدى الاذاعات خصصت اكثر من ثلاث ساعات من بثها للحديث عن العثور على صواريخ كاتيوشا في مقر احد الاحزاب المشاركة في الحكومة ، فاستقبلت اتصالات المواطنين المتفقين على ادانة مواقف ذلك الحزب واحدهم قال بصريح العبارة :" يجب ان تتخذ الحكومة اجراءات رادعة بحق الحزب الاسباني " اما المحللون السياسيون فكانت تحليلاتهم رصينة وعلمية وتكشف عن استشراف مستقبلي لواقع الاوضاع في العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، واكدوا في احاديثهم وعلى طريقتهم في التحليل بان العملية السياسية بحاجة الى تصحيح " بتفعيل دور القضاء بحق "الحزب الاسباني" ومحاسبة قيادييه لانهم على صلة بتنظيمات ارهابية ، وشرهم على الحبل ليكونوا عبرة للاطراف الاخرى المشاركة في العملية السياسية ولكنها تضع قدما في الحكومة للحصول على المكاسب والامتيازات ، وتضع القدم الاخرى واليدين وبقية الاعضاء مع الجماعات المسلحة المترورطة بارتكاب جرائم بحق الشعب العراقي .احد محللي الاذاعة المحلية وجه الاتهامات للجميع باستثناء طرف واحد خصه بالمديح والثناء والاشادة بدوره في استقرار الاوضاع الامنية ، واشاعة التعيش السلمي بين العراقيين ، لانهم تخلصوا وبجهود جبارة من مخططات الحزب الاسباني بتنفيذ انقلاب عسكري ، ومصادرة الانجازات المتحققة للمواطنين بعد سقوط النظام السابق.من حق المستعمين الذين دفعهم حظهم للاستماع لتلك الاذاعة معرفة "الحزب الاسباني" وعلاقته بالقضية العراقية ، واذا كان اسبانيا حقا لماذا يعمل في العراق ، ولماذا شغل حقائب وزارية وله مقاعد في مجلس النواب ، بالتاكيد ان تلك الاذاعة ليست لديها القدرة لتفسير انحيازها المذهبي والكشف عن الدولة التي تمولها ، انها بحق واحدة من صور المعركة الجارية في العراق الان ، فاذا هدأت الساحة السياسية ، بذل الاعلام الموجه ما يملك من امكانيات لاثارة الصراع ، واشعال فتيل الازمة ، بالاستعانة بنواب جعلوا ارقام هواتفهم في غرف اخبار اذاعات وفضائيات محلية للاجابة على اي سؤال والادلاء بتصريح من نوع الكاتيوشا ضد شخصية سياسية او مسؤول كبير في الدولة ، وعلى هذا الايقاع السريع من "الخريط العراقي " امتد الخلاف الى اسبانيا ، وربما حينما يسمع المسؤولون هناك اذاعاتنا المحلية ستندلع ازمة دبلوماسية بين بغداد ، ومدريد في وقت يحاول العراق تحسن سمعته الدولية وتطوير علاقاته مع كل دول العالم باستثناء المعادية للعملية السياسية التي دخلت في منعطف حرج هذه الايام ، وصل الى تبادل "المفخخات" بين الاطراف المشاركة في الحكومة ، علما ان احد اجتماعات القادة السياسيين برعاية الرئيس جلال الطالباني ، اوصى بالكف عن التراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات عبر وسائل اعلام تقبض من جهات لها مصلحة في تاجيج الصراع وجعل العراقيين يشاهدون في كل يوم مشاهد "صور من المعركة "يجب ان يتخذ مجلس النواب بصفته ممثلا للشعب باتخاذ موقف ضد وسائل الاعلام التي تثير النعرات الطائفية ، وتحاول تسويق خطابها للتاثير في الراي العام ضد جهات محددة ، فالشارع ليس بحاجة الى طروحات محلل سياسي" زعطوط " ليعلمه الف باء الديمقراطية من وجهة نظر حزبه وتنظيمه السياسي ، وليس بحاجة الى اذاعة تبث السموم لتعكر الاجواء ، وتنقل مشاهد "صور من المعركة " بالصوت والشتائم ،و التهديد .
نص ردن: صور من المعركة

نشر في: 4 ديسمبر, 2011: 07:32 م