هاشم العقابي قيل لنا، والعهدة على من قال، بان لصوص أيام زمان كانت لهم أخلاقيات وقيم تحكم عملهم. منها، مثلا، انهم ان دخلوا دارا لا يتلصصون على النساء. وانهم لا يسرقون بيت ارملة أو اي بيت خال من رجل. كذلك لا يقتربون من دور أو الاماكن المقدسة. أما لصوص اليوم، خاصة بعد السقوط، فهم يسرقون عينك عينك ولا يردعهم ضمير ولا يهمهم ان كان المسروق امرأة أو يتيما أو مسجدا أو حتى اماما. انهم المفسدون الذين نهبوا مال البلاد والعباد وكأنهم خلقوا بلا ضمير ولا وجدان.
كنت اعتقد ان هناك اسبابا ستحمي بعض المحافظات من أن تصل اليها يد الحرامية من السياسيين والمسؤولين. فمثلا كنت اتصور ان محافظة النجف المقدسة، ستسلم من مفسدة هؤلاء، ليس حياء بلا خوفا من الامام علي على الاقل، خاصة ونحن نعلم بان اغلب من يحكمها، ان لم يكن كلهم، هم من شيعته. لكن الاخبار التي انتشرت مؤخرا تقول ان عضوا في مجلس المحافظة كشف بان هناك فسادا ماليا واداريا في ملفات مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية، الذي رصدت له الحكومة الاتحادية اكثر من 570 مليار دينار عراقي. اي ما يعادل ميزانية النجف لخمسة أعوام تقريبا. والسرقة تمت عن طريق توقيع عقود مع شركات وهمية لا وجود لها ضمن عملية التحضير لمشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية، بحسب عضو مجلس المحافظة السيد خالد النعماني. وقبلها، بشهر تقريبا، وافتنا الاخبار بان مكتب المفتش العام فرع الفرات الاوسط في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كشف عن وجود حالات فساد تبلغ نحو 3000 حالة في اعانات شبكة الحماية في محافظة النجف. هنا اتساءل، عن أي ثقافة اسلامية يتحدث هؤلاء القائمون على ادارة شؤون محافظة النجف سياسيا واداريا؟ ثم اسأل: أليس من الاولى والاهم تطهير هذه المحافظة اكراما للرمز الراقد فيها، من رائحة الفساد والمفسدين، واعلانها محافظة خالية من الفساد قبل ان نعلنها محافظة للثقافة الاسلامية؟ لقد مللنا وتعبت اقلامنا من مناشدتكم ايها المفسدون بالكف عن الفساد بعد أن فاضت جيوبكم وامتلأت بطونكم بالمال الحرام؟ اريد ان اجرب واناشدكم بحق الامام ان تكتفوا بما نهبتموه. لكن قلبي يقول لي انكم ما عدتم تخافون الامام ولا رب الامام. انا يائس منكم، مثلما يئس منكم الشعب. وليس عندي غير أن اتوجه للأمام، كما كانت تتوجه له امي عند الشدة، فلعله يخلصنا منكم ومن فسادكم. انها حالة شبيهة بتلك التي مر بها شاعرنا الحاج زاير يوم سرقوا عقاله وهو في حضرة الامام علي، فخاطبه:يا من ابابك رجاب الكاصدين عكال وبيوم صفين سيفك للجيوش عكال لا زال جفك لعد التايهات عكال جيت اشتكي الحال واطلب من كنز مالك واللي يحبك فلا يمسه لظه مالك واليوم يا بالحسن مني عذر مالك السبب شنهي ابابك راح مني عكالوالفارق كبير بين قيمة عقال رجل بسيط، وبين حزمة من الدنانير والدولارات الطويلة.
سلاما ياعراق :كافي .. سايم عليكم علي
نشر في: 7 ديسمبر, 2011: 07:55 م