علاء حسن بعض وزراء الحكومة الحالية، ونتيجة شعورهم باضطراب الاوضاع الامنية ، والخوف من احتمال تعرضهم لحوادث التفجير ، لجأوا مؤخرا الى تعزيز حماياتهم باستخدام الكلاب البوليسية لتقوم بتفتيش الداخلين الى مكاتبهم من الوكلاء والمديرين العامين والمراجعين ، فاصبح وجود اكثر من كلب امام مبنى مكتب الوزير منظرا مألوفا ، وعلى المراجعين تحمّل الخضوع للتفتيش من دون ابداء التذمر والاستياء ،
فالكلب هو صاحب القرار الوحيد للسماح للمراجع للدخول الى المبنى ، وواجبه ينتهي عند هذا الحد ، وليس له علاقة بعرقلة المعاملات او تأخيرها.الكلاب المستخدمة في حماية المسؤولين الكبار عائدة لوزارة الداخلية ، وتم استيرادها من الولايات المتحدة وبسعر 6000 دولار للكلب الواحد ، لتستخدم في اكتشاف المتفجرات والعبوات على اختلاف اشكالها وانواعها ، لتكون في خدمة حفظ أمن المواطنين ، ولكن هذه المهمة تغيرت واصبحت الكلاب "في خدمة المسؤولين" بدرجة وزير ، لان حماية امنهم مهمة وطنية ، وهم بأمس الحاجة لردع ومنع اية محاولة ارهابية تستهدفهم ، وفي حال تعرضهم لحوادث مؤسفة ستخسر البلاد جهود مسؤوليها في ارساء قاعدة بناء دولة المؤسسات .من المتوقع ان ينتقل استخدام الكلاب البوليسية الى مجلس النواب، وسيطالب الاعضاء اسوة بالوزراء بتخصيص كلب او اكثر لتكون ضمن فرق حماياتهم ، والحكومة ستقع في حرج شديد لانها لا تستطيع الاستجابة لتنفيذ طلب النواب في توفير الكلاب البوليسية ، فهي بحاجة لـ " 650" كلبا بمعدل اثنين لكل عضو في مجلس النواب ، وهذا العدد الكبير يحتاج الى مكان مخصص في احدى ساحات مبنى المجلس ، ولا احد يستبعد ان ينتقل الصراع السياسي للكلاب البوليسية ، وحينذاك لا تستطيع شرطة مكافحة الشغب انهاء المعركة بين الكلاب المتصارعة داخل المنطقة الخضراء . بعد حادث انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مبنى المجلس، ربما تصبح الحاجة للكلاب البوليسية ملحة جدا ، لغرض اكتشاف المتورطين بادخال المتفجرات ثم احباط محاولاتهم في اغتيال شخصيات سياسية او كبار المسؤولين ، واذا عجزت الحكومة عن توفير كلبين لكل عضو ، فبامكانها ان تمنح الكلاب البوليسية للكتل طبقاً لاستحقاقاتها الانتخابية ، لان هذا الاسلوب هو المعتمد في تقاسم المناصب والوظائف الحكومية باعتراف جميع الكتل النيابية المشاركة في الحكومة الحالية . للنواب والمسؤولين الصغار من غير المشمولين بمنحهم الكلاب البوليسية حق خيار اللجوء الى سوق الغزل في بغداد لاقتناء الكلب المناسب ، وتدريبه ليكون في حمايتهم من العبوات والمفخخات ، والسوق تعرض مختلف الانواع من الكلاب ، وبسعر لا يتجاوز 500 دولار وهو مبلغ زهيد لقاء الخدمات الكبيرة التي يقدمها في حماية صاحبه وامانته في اداء واجباته ، فضلا عن استعداده لتلقي انواع التدريبات في مدة زمنية قصيرة جدا ، وتنفيذها بكل تفاصيلها لحظة صدور الاوامر. ونفقاته لا تتعدى شراء طعامه الخاص من محال متخصصة لبيع الاطعمة المعلبة المفضلة للكلاب، تمنحها قوة المراقبة واداء واجباتها في حماية اصحابها، من دون الاستعانة بالحكومة التي جعلت الكلاب في خدمة المسؤولين الكبار .
نص ردن :كـلاب المسؤولين
نشر في: 7 ديسمبر, 2011: 08:01 م