عامر القيسيأبشروا أهل البصرة الكرام .. فبعد أن أتمت الحكومة لكم كل احتياجات الحياة اليومية والمستقبلية ، من الكهرباء والماء النقي وأبنية مدرسية ومستشفيات وجامعات تقدم كل أشكال مناهج التطور في العالم ، والآن كما تعلمون نسي الناس مشكلة اسمها البطالة ، أما قضية السكن فاصبحت جزءا من الماضي البغيض ،
حتى يقال ان الشاب في البصرة الذي يتزوج حديثا يذهب الى مجلس المحافظة ويستلم دارا مستقلة ليؤسس حياته الجديدة عليها ، مناطق واحياء البصرة تلهث من النظافة باختفاء تلال النفايات من الازقة والشوارع العامة ، اطمأن الناس في المحافظة على مستقبلهم ومستقبل أطفالهم ولم يعد يشغل بالهم اي هم من الهموم الصغيرة التي تنغص تفاصيل حياتهم اليومية ، الحياة في البصرة تمام التمام بشهادة الأعداء قبل الاصدقاء ، اما الوضع الامني فان أحدا لم يعد يسمع أصوات الانفجارات وانتهت الى الأبد عصابات الجريمة المنظمة ويستطيع البصراوي اليوم ان يأتي الى بغداد دون حتى ان يغلق باب داره فالحياة آمنة باستثناء...!!كل هذه الانجازات حصلت بسبب الجهود الاستثنائية لموظفي الدولة الكبار الذين وصلوا ليلهم بنهارهم طيلة السنوات الماضية ولم يغمض لهم جفن من اجلكم ياأهل البصرة الكرام ، لذلك أصبح لهم حق مكتسبٌ في أن يريحوا أرواحهم المرهقة واجسادهم المنهكة من عناء رحلة الانجازات الشاقة هذه لذلك ارتأت امانة مجلس لوزراء مكافأة هذا الجهد وتخصيص القصور الرئاسية في البصرة وتحويلها الى دور استراحة لهم ولضيوفهم الكرام ، وخصوصا الضيوف ، لكي يتباهى السادة المسؤولين أمام ضيوفهم بمنجزاتهم التي لايشق لها غبار !! وبطبيعة الحال لايحلو السهر والتسامر والراحة واطمئنان النفوس الا على ذكريات السيد الرئيس ! فمن هنا مر وفي هذا المسبح استعرض طاقاته الخرافية في عبور المسابح ، في هذه الغرفة كان يتناول عشاءه الفريد ، وربما في خلوة ما يحاول بعض المسؤولين التشبه بمشية الرئيس الديكية وهو يرفع سيكاره الكوبي الى اقصى زاوية من فمه !عيب ... بكل المقاييس ان يكون لنا مجلس وزراء لاينظر الى كل الخراب الذي يحل في البلاد ويضيع وقته الثمين في البحث عن امتيازات جديدة لكبار المسؤولين ، وعلى ما أظن من رتبة وزير فما فوق ، مجلس وزراء يضرب عرض الحائط كل الدعوات الشعبية الداعية لتحويل هذه القصور الى متنزهات ومتاحف وأندية ترفيهية ، والسبب واضح وبسيط وصريح وهو أن مجلسنا الكريم ربما يعتقد ان أهالي البصرة لايستحقون أن تكون في محافظتهم مرافق تخفف، ولو من باب الاحتيال على الواقع ، وترفع عن كاهلهم مَآسي الحياة التي يعانون منها في تفاصيل تفاصيل حياتهم. البصرة التي يشرب أهلها الماء الملوث والمالح معا ..البصرة التي حملت كل اعباء حروب العبث على اكتافها ..البصرة المخنوقة برزقها وبحريتها ومستقبلها ..البصرة التي نزفت دما قبل ايام عديدة بسبب تفجير ارهابي..هذه البصرة لم تعد بحاجة الا الى ان يكون لمسؤولي الحكومة قصور ضيافة على الطريقة الصدامية !!شكرا لأمانة مجلس الوزراء النائخة بحمل هموم الشعب بكل وطنية وروح مواطنة ..ودعوة لأهالي البصرة الى الوقوف امام المشاريع الاستفزازية التي يقدمها للناس مسؤولون دون دم !!
كتابة على الحيطان: أبشروا أهل البصرة !
نشر في: 7 ديسمبر, 2011: 09:17 م