TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: استشهاد جديد للحسين

في الحدث: استشهاد جديد للحسين

نشر في: 7 ديسمبر, 2011: 09:55 م

 حازم مبيضينفي الذكرى التي يجب أن تكون موحدة للمسلمين لامفرقة لهم تناثرت أشلاء الضحايا في التفجيرات الاجرامية التي استهدفت جموع العراقيين وهم يحيون ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي الحفيد الأحب للرسول الأعظم والمبشر بأنه سيد شباب أهل الجنة, وتناثرت شظايا الزجاج المهشم مختلطة مع دماء الضحايا الذين كانت أغلبيتهم من النساء والأطفال, في يوم نفهم أنه يوم حزن وبلاء عند كل المسلمين، ففي مثله قُتل الإمام الحسين وقطع رأسه، في معركة غير متكافئة بين الحق والباطل باتت الحدث الأبرز في تاريخ انقسام المسلمين، ومازال هناك إلى اليوم مَن يريد تذكيرنا كلما حلت ذكرى عاشوراء أن القتل ضرورة لتجديد حالة الانقسام بين المسلمين.
بأي إسلام يفكر " المجاهد " الذي يتمنطق حزاماً ناسفاً، ليندس بين الآف المحتفلين بذكرى الحسين, لينتحر ويقتل معه العشرات محتفلاً على طريقته الخاصة بقتل حفيد الرسول, في وقت يفرض عليه دينه أن يحب الحسين, ويأسى للطريقة البشعة التي قتل فيها, المؤكد أن من يقوم بجريمة كهذه ليس من الاسلام في شيء, وأن دوافع أخرى تسيره, وليس بعيداً على الاطلاق أن للسياسة دخلاً في المسألة, وأن التطرف المذهبي الأعمى هو الغشاوة التي تنسدل على عين المجرم وعقله, لتدفعه إلى فعلة قبيحة, في ذكرى استشهاد رجل يحظى بحب كل المسلمين سنّة وشيعة، وكان الأولى أن تستثير ذكرى مقتله مشاعر الوحدة لاالتمزق وأن تكون موحدة للمسلمين لا مفرقة لهم، ولكن التعصب يأبى إلاّ أن يطل برأسه, ليؤكد أن شيئاً لم يتغير، وأن الشرّ ما زال يتحكم بمشاعرنا وعقولنا.قتل المئات في ذكرى عاشوراء، وكأن المتعصبين المنغلقين الجهلة, يستعيدون بذلك رغباتهم الدفينة في قتل الحسين مرات ومرات, ليؤكدوا أنهم لم يفهموا من الاسلام شيئاً, وأنهم رغم ادعائهم التمسك بالسنة النبوية, يكنون البغضاء لجد الامام, الذي بات استشهاده ملحمة تدل على نصرة الحق حتى مع ضعف المدافع عنه وقلة حيلته, والواضح أن محركي هذه الغبضاء المقيتة والحقد الأسود يسعون إلى تكرار جرائم القتل في كل عام استمراراً لرحلة الدم الذي روى أديم كربلاء, والمعيب أن يتنطع هؤلاء أنفسهم للوم الآخرين, والتبجح بالحديث عن مؤامرات خارجية تستهدف حاضر الأمة ومستقبلها. ياسيدي وسيد شباب أهل الجنة, لاندري بأي لغة نعتذر إليك عن قبح وبشاعة ما يجري في ذكرى استشهادك, ولا ندري كيف لنا ونحن السائرون على نهج سنّة جدك بأي وجه نلقاه, وكيف نفسر حقد بعض من ينتسبون إلينا زوراً على محبي ذريته, وكيف لحقد قبلي ناجم عن شهوات السلطة أن يستمر على مدى أربعة عشر قرناً وأكثر, ويجد له أتباعاً يسيرون على نهج الحجاج, وياسيدي ها أنذا أمد عباءتي بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة, وأصلي ركعتين على روحك الطاهرة, وأجاهر ببراءتي إلى يوم الدين من كل من يحمل ذرة من الكراهية لذكرى استشهادك, وأشهد بين يدي الذكرى أنك ستظل المثل الأعلى والأسمى للدفاع عن الحق, والاستبسال في الذود عنه ونصرته, وسلام على روحك الطاهرة في ذكرى عاشوراء, وفي كل يوم تطلع فيه شمس.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram