 تحليل سياسي/ ماجد طوفانمن المتوقع أن يصل أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي إلى بغداد اليوم ، ورغم أن الزيارة قد أعلن عنها مسبقا ، كما أعلن عن القضايا التي سيتم بحثها بين الجانبين ، إلا أن تصاعد الأزمة في سوريا ودخول العراق على خط الأزمة من خلال إعلانه عن استعداده للوساطة بين الحكومة السورية والمعارضة زاد من تعقيد الموقف
 يضاف إلى ذلك خروج العراق عن الإجماع العربي في ما يخص العقوبات التي أقرتها الجامعة العربية ضد سوريا ، هذا الصعود العراقي ربما أثار بعض الدول العربية التي تنظر إلى بغداد كدولة هامشية لا يمكن أن تلعب الآن دورا مهما في المنطقة ، لذا يعتقد أكثر من مراقب أن زيارة أمين عام الجامعة العربية ربما ستمارس ضغوطا على بغداد للعدول عن مواقفها المؤيدة لدمشق وبذات الوقت فإن الجامعة يمكن أن تساوم العراق بين موقفه من الأزمة السورية وعقد القمة العربية في بغداد ، تصريحات وزارة الخارجية لم تفصح عن جزئيات الزيارة واكتفت باستعراض الخطوط العامة فقط، معلنة أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيصل بغداد هذا اليوم الخميس، لمناقشة الأوضاع التي تشهدها المنطقة وخاصة سوريا.عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ندى الجبوري وفي حديث لها مع المدى أكدت أن العربي سيبحث في بغداد الملفين السوري وعقد القمة العربية في بغداد ، وحول الملف السوري أضافت الجبوري " اعتقد أن الشأن السوري لم يعد موضوع إصلاحات بقدر ما أصبح موضوع مغادرة النظام واستدركت " وهذا ما لا نقرره نحن بقدر ما يقرره الشعب السوري ، وبذات الوقت – والكلام مازال للجبوري – نحن مع وحدة الشعب السوري وضد تقسم وتشظي سوريا " وعن العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية وامتناع العراق عن تطبيقها أوضحت الجبوري " على العراق أن يبين موقفه من تلك العقوبات وان خروجه على الإجماع العربي ربما يضعه في خانق ضيق " وعن إمكانية الضغط على العراق إذا بقي متمسكا برأيه حيال الأزمة السورية أعربت الجبوري عن تخوفها من أن تتخذ الجامعة قرارات تفضي إلى عزلة العراق عن محيطه العربي وقالت " أخشى أن يكون إصرار العراق فرصة لعزل العراق وربما تتم معاقبته من خلال عدم عقد القمة العربية في بغداد " وعن إمكانية لعب العراق دورا إقليميا في المنطقة ومساهمته في الدخول على العديد من الملفات في المنطقة وتحديدا فيما يخص الأزمة السورية أكدت الجبوري أن العراق وبحكم موقعه الجغرافي وما يمتلكه من أوراق يمكن أن يلعب دورا دبلوماسيا كبيرا في المنطقة . ويبدو أن تزامن الانسحاب الأميركي مع الظهور المفاجئ للدور العراقي بدأ يقلق بعض الدوائر ، وذلك أن القراءة للموقف العراقي يمكن وضعها ضمن دائرة ( جغرافيا الممانعة ) والتي تمتد من لبنان وسوريا والعراق وانتهاء بإيران ، وهذا ما يزعج بعض الدول العربية التي ترى أن الموقف العراقي ربما ينزاح وبشكل كبير ضمن هذا الحلف لاعتبارات كثيرة . هل يمكن القول أن زيارة العربي إلى بغداد جاءت لتفتيت هذا المحور ؟ وهل أن العراق دخل سياسة المحاور ؟ وهل يمكن للجامعة أن تعاقب العراق على موقفه المؤيد لدمشق ؟ ربما تتكشف أهداف زيارة أمين عام الجامعة العربية ، وتفصح عن نواياها وتوجهاتها نحو العراق ،وتعتبر زيارة العربي إلى بغداد هي الأولى منذ تسلمه منصبه في الجامعة مطلع تموز الماضي.وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري أعلن في الـ26 من تشرين الثاني الماضي، عن قرب وصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى بغداد لبحث ترتيبات القمة العربية المقبلة، فيما أكد أن العراق لديه تحفظات على فرض عقوبات اقتصادية بحق سوريا.وأعلنت الجامعة العربية، في الخامس من أيار الماضي، تأجيل القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في بغداد إلى آذار من العام 2012، بناءً على طلب عراقي بعد توافق الدول العربية الأعضاء نظرا للواقع الجديد غير المناسب لانعقاد القمة وللخروج من خانة العناد.وقررت الجامعة العربية في 12 تشرين الثاني الحالي تعليق عضوية سوريا حتى تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة، فضلاً عن سحب السفراء العرب من دمشق، في حين امتنع العراق عن التصويت على القرار وعارضه لبنان واليمن وسوريا.ووصفت الحكومة العراقية القرار بـ"غير المقبول والخطر جداً"، مؤكدة أن هذا الأمر لم يتخذ إزاء دول أخرى لديها أزمات أكبر، فيما اعتبرت أن العرب وراء تدويل قضاياهم في الأمم المتحدة.