ثائر صالحهي مجموعة من الأشعار الملحّنة والمدونة شعراً وتنويطاً وصلت إلينا من عصر الملك الفونسو العاشر (الحكيم) ملك قشتالة (1221- 1284) حكم قشتالة وليون وغاليثيا منذ 1252 حتى وفاته. اشتهر الفونسو برعاية الفنون والآداب والعلوم، على الخصوص الفلك والتنجيم، وأمر بترجمة الكتب العربية والعبرية.
تتألف مجموعة أغاني مريم العذراء Cantigas de Santa Maria من 420 أغنية ملحنة لأشعار مختلفة تمجد مريم العذراء وتتحدث عن معجزاتها، وصلت إليها في أربع مخطوطات منمقة (اثنتان منها في مكتبة الأسكوريال، واحدة في مكتبة مدريد الوطنية، والرابعة في فلورنسا بإيطاليا). وتعود هذه المخطوطات إلى حوالي 1270-1280 ميلادية. تحمل موسيقى هذه المجموعة بصمات الأصل البيزنطي واللاتيني، مع تأثير واضح وكبير للموسيقى الأندلسية التي كانت في أوج ازدهارها آنئذ في جوار قشتالة. كتب الشعر باللغة الغاليثية-البرتغالية. ويعتقد أن الكثير من هذه الأشعار كتبها الشاعر الغاليثي آرياس نونيس، ولربما كتب الملك الفونسو بعضها، لكنه بالتأكيد كان المحفز والداعم لتأليف وتلحين هذه المجموعة الفريدة. ويرى الباحث المعروف مانويل بدرو فريرا أن الأشكال المستعملة تختلف عن الأشكال الأوروبية المعتادة في ذلك الوقت، فهو يستعمل تسمية (الروندو الأندلسي) لتعيين الشكل الموسيقي المستعمل في الكثير منها. موسيقى المجموعة عموما مونوفونية (أحادية الصوت، أي بخط لحني واحد)، مع بذور للبوليفونية (تعدد الأصوات). ولا تزال هذه المخطوطات موضوع بحث ودراسة مكثفة، وفك رموزها ونوطتها عملية ليست سهلة وهي غير مؤكدة لحد الآن. ويشير الباحث فريرا إلى أن هذه الموسيقى ليست عربية بل مغاربية- أندلسية بالذات.
موسيقى السبت: أغاني مريم العذراء
نشر في: 9 ديسمبر, 2011: 05:39 م