 بغداد / قيس عيدان دعا عدد من الأطباء المتخصصين بالأمراض الصدرية المعنيين كافة في الحكومة الاتحادية ومجلس محافظة بغداد الى أهمية التعامل مع الجانب الصحي بشكل جدي وموضوعي .وأشار الدكتور ظافر سلمان هاشم  رئيس جمعية مكافحة التدرن في العراق في حديث لـ (المدى ) الى أن الجمعية والقائمين على البرنامج الوطني لمكافحة التدرن بذلوا جهداً كبيراً من اجل ايجاد مستشفى متخصص لمرضى التدرن لكن دون جدوى، على الرغم  من   مفاتحتنا  جهات عديدة من بينها وزارتا الصحة
 والعمل والشؤون الاجتماعية، اضافة الى المراجع الدينية والمنظمات الإنسانية الأخرى و السعي الجاد لإعادة إنشاء مستشفى (ابن زهر) للأمراض الصدرية(التويثة سابقاً) بعد أن تحول الى مجرد أرض جرداء وخالية، بعد ان كان المستشفى التخصصي الوحيد بالعراق لمعالجة مرضى التدرن . وأوضح هاشم :  على الرغم من الانفاق الكبير الذي حصل في وزارة الصحة او في جميع مجالس المحافظات بما فيها بغداد خلال السنوات الثماني الماضية فانه  لم يتم بناء مستشفى متخصص لمرضى التدرن.  سلمان استغرب تجاهل جميع المعنيين في الحكومة او القائمين في الحكومات المحلية  تلك النداءات، لاسيما أن الإحصائية الرسمية قد سجلت وجود اكثر من 10 آلاف مصاب بالتدرن وهناك حالات لم يتم الكشف عنها بسبب الوضع الحالي لجميع اقضية ونواحي العراق  و المتمثل بالسكن والتلوث البيئي والنقص الحاصل في الخدمات  والمظاهر غير الصحية الأخرى من بينها وجود اكثر من 15 شخصا في منزل لا تبلغ مساحته أكثر من 40 مترا . ظافر أوضح ان الجمعية والعاملين في معهد التدرن في وزارة الصحة  تمكنوا من تقديم مشروع متكامل إلى صندوق المنح الدولي التابع للبنك الدولي والمسمى بالبرنامج الوطني من اجل الحصول على دعم مادي وهو  مشروع متكامل يتضمن اربعة محاور لنجاحه وضمان جودة الخدمات التدرنية على مستوى البلاد وتحسين اداء القابليات القيادية ومهارات العاملين في البرنامج الوطني لمكافحة التدرن على جميع المستويات مع دعم البحوث والمسوحات الميدانية.  وقد احرز المشروع  المرتبة الاولى من مجمل المشاريع المقدمة الى الصندوق . وذكرت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية ان العراق يسجل سنويا ما بين عشرة آلاف الى 16 ألف إصابة بالتدرن الرئوي.  وقالت الدكتورة ليلى صالح  ان المنظمة تقيم   دورات متواصلة للأطباء والعاملين في المختبرات الخاصة بمرض التدرن في جميع انحاء العراق، بمشاركة خبراء اجانب. بالاضافة الى ورشات عمل للاطباء المشاركين في هذا البرنامج ، واعطاء المشورة الفنية حول كيفية السيطرة على المرض باتباع الاساليب العالمية. ونحن سائرون في طريق القضاء على مرض التدرن في العراق.الى ذلك أكد  الدكتور احمد اسمر مرخي مدير المختبر المرجعي للتدرن: لدينا واحدة من أقوى البرامج في مكافحة الأمراض المعدية. ولدينا برنامج متكامل قصير المدى يغطي العراق باجمعه. و: نحن من الدول التي لا توجد فيها نسبة عالية من المرض، وإنما هناك زيادة في نسبة اكتشافه، ولكن عموم الناس يعتقد بزيادة هذا المرض. وفي اشارة الى مناطق انتشار المرض قال الدكتور مرخي انه منتشر في الأرياف اكثر منه في المدن وأضاف "أن احد مصادر العدوى هي الحيوانات وفي المدن تنتشر في الأحياء الفقيرة والشعبية  فيجب أن يكون هناك مستشفى متخصص . الدكتور ثامر الحلفي السكرتير العام للجمعية استغرب الحالة التي تعيشها المنظمات المدنية التي تساهم وتعمل بشكل جاد من اجل المساهمة في الحد من مرض انتقالي يثير القلق عند المصاب اولا وعائلته والمجتمع، ففي الوقت الذي تبادر فيه المنظمات الصحية الدولية الى تقديم الدعم المالي والفني واقامة ورشات عمل داخل وخارج البلاد من اجل مرض،  نحن هنا (نتوسل) على حد تعبير (الحلفي) من اجل بناء مستشفى متخصص، محمد شاب من مدينة الشعلة أثاره الفزع  عندما  أكمل جميع الفحوصات المختبرية  بعد أن اخبره الدكتور المختص  في معهد التدرن أن والده مصاب بالتدرن وعليه إحضار جميع أفراد العائلة وخصوصاً الملامسين له من اجل اجراء الفحص عليهم خوفاً من انتقال المرض اليهم ( المدى ) سألت محمد عن أسباب الخوف والقلق واختصر الجواب آنا عامل بأجر يومي وأنا معيل العائلة وهذا ما يرعبني.