TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: المسلسلات

على هامش الصراحة: المسلسلات

نشر في: 10 ديسمبر, 2011: 09:31 م

 إحسان شمران الياسريالمسلسلات التلفزيونية التي تحفل فيها الفضائيات تتشابه في ما بينها في العديد من الأوجه. فمن اسمها، هي سلسلة من عدة حلقات. يعني سلسلة تاريخية بعضها يستمر لمئات الحلقات. ويقولون إن مسلسلاً أمريكيا تعدى الألف حلقة. في ما كان المسلسل المكسيكي (رهينة الماضي) بطولة الحسناء (كَواده لبي) من أول المسلسلات التي رأتها العائلة العراقية عندما قررت السلطة آنذاك أن تفتح (الصنبور) قليلاً على المشاهد العراقي.
وعلى العموم، فأن المسلسلات العربية تكفينا تلويعاً وهي تأخذ وقت التلفزيون، ووقت عائلاتنا، وأحيانا وقتنا.. ثم جاء الأخوة الأتراك بمسلسلاتهم المدبلجة، والتي تحاول إيصال صورة عن جانب من الشعب التركي، بعضه إرهابي، وبعضه عاشق. والمسلسلات تتشابه في تعدد حلقاتها، ووحدة السياق الذي يبدأ فيه البطل صغيراً ثم يكبر فيقتل سبعين ألف شرير ثم يفوز بالحبيبة أخيرا.. أو هي تبدأ بالمآسي ثم تنتهي نهايات سعيدة مثل الأفلام الهندية تماماً.. وفيها، تتراكم البطولات الفردية والجماعية، وتتسلط الأضواء على العادات والتقاليد والشهامات والنذالات.. ولم أشاهد إلى الآن مسلسلاً واحداً لا نهاية له.. وما دام لكل عمل درامي رسالة وهدف، فغالباً ما تكون النهايات هي (توقيع) الرسالة وغاية الغايات.والحياة مثل الدراما، تبدأ بنا، كما بدأت بغيرنا وتنتهي عندما يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.. غير إن حياتنا القصيرة للغاية، وحياة منظومتنا الاجتماعية لم تعترض أبدا على تأخر النهايات والخواتيم. ولم نقف بوجه شخص له مسؤولية إنهاء العمل الدرامي وإنضاج النهاية، لنسأله متى ينتهي المسلسل ونحتفي بالأبطال. وبالأحرى، إن السؤال يجب أن يصدر ممن ولّى هذا الشخص مسؤولية إنهاء الأشياء وإتمامها.. وليس في هذه الكلمات توريات أو (مسامير)، بل نقولها مباشرة كأننا بانتظار (مُخرج العمل): - متى تنجز يا مسؤول الكهرباء (مثلا) وعدك بالنور. فان لم يكن في حساباتك انجازه، فلتقل، ولينتهي العمل الدرامي في الحلقة السابعة، فلا موجب لانتظار الحلقة (الثالثة عشر) ما دامت النتيجة لن تكون سعيدة. ولقد فزعت من إجابات أحد المسؤولين أمام البرلمان، الذي طلب انتظار انتهاء مدة العقد ثم نباشر بفرض الغرامات على المقاول الذي لم يُكمل عمله.. وكأن الحكومة دائرة جباية غرامات تنتظر بفارغ الصبر فشل المقاولين لتسلم الغرامات التي تؤهلها لإعداد النهايات.إن دراما الحياة التي بدأ فصلها الجديد عام 2003، والمدة التي قطعناها إلى الآن، تكفي لانجاز عدد كبير من مسلسلات الوعود التي كانت الحكومة قادرة على انجازها لو وقف الجميع خلف رؤساء الحكومات، بدلاً من الوقوف أمام شاشات التلفاز للتعريض بالحكومة ورؤسائها.. وآخرهم الرئيس الحالي.. فلا الرجل عمل، ولا الوزراء والمسؤولون الذين وقفوا في الساحات الخارجية لقصور كتلهم وأحزابهم أمام الكاميرات وصرحوا ضد الرئيس والحكومة، عملوا.. وليتني أرى رئيس الحكومة كيف يعمل في هذا المناخ العجيب.. مناخ المسلسلات التي لم تنته..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram