بيروت/ وكالات حفل فيروز الأخير في بيروت حضره جمهور من مختلف الأعمار، مراهقين، شبابا، كبار السن، سياسيين، فنانين، إعلاميين، الكل ينتظر ظهور السيدة فيروز على المسرح، ولم تتأخر الفنانة الكبيرة، ظهرت بثوب أبيض، كملاك بدت تحت إضاءة تركت أرجاء المسرح شبه مظلمة لتخطف النجمة كل الضوء، أو لربما كانت هي التي تشع ألقاً. غنّت فيروز من قديمها، أرشيفا لم يعله غبار النسيان، بصوت لم تطأه سنوات العمر، وقدٍ شامخ يتحدّى الزمن، وبدت برغم ألقها والضوء المحيط بها سيدة تخفض طرف عينيها خجلاً، واحتراماً لجمهورها.
لم تنظر إلى المسرح الذي اكتظ بما يقارب الأربعة آلاف شخص، كانت تقف مواربة، استهلت الحفل بأغنية "طلع القمر" وعلى وقع تصفيق هستيري تبعتها بأغنية "تعا ولا تجي" ثم عادت إلى أرشيفها القديم مع أغنية "غيروا أهل الهوى".وبين استراحة وأخرى، كانت تعود فيروز إلى المسرح وسط عاصفة من التصفيق لم تترك لنا أحياناً فرصة الاستمتاع بصوت فنانتنا.البرنامج جمع بين الحنين إلى الماضي مع "جسر اللوزية"، "لوين رايحين"، "فايق ولا ناسي"، "طيري يا طيارة"، وبين الجديد الذي يحمل روح ابنها المبدع زياد الرحباني "إيه في أمل"، "حبيت" و"صبح ومسا"، إلى زمن الفولكلور والاسكيتشات الكوميدية، حيث حملت السيدة فيروز دفاً، حركت يدها، وأشعلت الصالة، فوقف الجمهور وصفّق طويلاً بينما كانت الفنانة تهزّ بالدف وتردّ على الكورال، رديات بالكاد سمعناها وسط الصراخ الهستيري، فقد كان كافياً أن ترفع فيروز يدها بالدف، وتشعل المسرح الذي لم يهدأ إلا عندما تنبّه أن الست تودعه، وأن هذه هي الفقرة الأخيرة في الحفل الذي انتهى سريعاً.عاصفة من التصفيق تلت مغادرة الفنانة الكبيرة، التي عادت إلى المسرح وسط إلحاح جمهور غفير رفض مغادرة القاعة ليستمتع بدقائق إضافية في حضرة فيروز، لم تبخل على الحاضرين، فعادت بأغنية "جينا لحلال القصص"، قبل أن تختم بأغنية "بكرا برجع بوقف معكن"، ولم تكد تنتهي من الغناء، حتى فوجئت برجل يقتحم مسرحها، يغتصب قبلة من يدها، قبلة جفلت معها الفنانة وسط صيحات الحسد التي أطلقها الحاضرون ممن تمنوا تقبيل تلك اليد.
فيروز حملت الدف فأشعلت الصالة تصفيقاً هستيرياً
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 ديسمبر, 2011: 10:46 م