علاء المفرجيدبيمأساة جريمة حلبجة التي ارتكبها الفاشست بحق الشعب الكردي، موضوعة عراقية لطالما عالجتها الأفلام العراقية وثائقيا برؤية عدد من المخرجين. يقف عندها المخرج الكردي السوري المولد والألماني الإقامة أكرم حيدو من خلال قصة حقيقية تلخص حجم الفاجعة التي لا يمكن أن تقارن إلا بمأساة بحجم هيروشيما .
الفيلم الذي حمل عنوان (حلبجة- الأطفال المفقودون) وعرض في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية، يتناول هذا الحدث من خلال قصة حقيقية غرابتها بحجم وحشية من خطّط ونفّذ هذه الجريمة بحق شعب آمن، عندما يزور شاب المقبرة التي تضم رفات الشهداء الذين اكتووا بغاز السيانيد الذي كانت تنفثه طائرات النظام العراقي على أناس آمنين عام 1987 ، ويقرأ اسمه على إحدى شواهد القبور، والشاب ليس إلا ( علي زمناكو) الذي كان حديث وسائل الإعلام قبل سنوات قليلة، فُقِد أثناء الجريمة ولم يكن يتجاوز الشهر الرابع من عمره وعدَّ حينها من الموتى.. لكنه وبما يشبه الخيال يظهر في مدينة مشهد الإيرانية وهو شاب في الحادية والعشرين من عمره.. يقول علي في المشهد الاستهلالي للفيلم : (قبل شهرين فقط كان هذا قبري)، ثم يبدأ بسرد حكايته التي تلقي الضوء على واحدة من أبشع جرائم القرن العشرين.وتتواصل لليوم الخامس فعاليات المهرجان في نسخته الثامنة حيث افتتح فيلم ذا مابيتس (الدمى) عروض سينما الأطفال، وهو القسم الذي دأب عليه المهرجان في دوراته السابقة والذي ينفرد فيه عن العديد من المهرجانات السينمائية.. و(ذا مابيتس ) هو إعادة لمسلسل الأطفال التلفزيوني الشهير الذي استقطب حضورا كبيرا في جميع أنحاء العالم قبل أكثر من ثلاثة عقود، وكانت قد عرضت له نسخة عربية بعنوان (افتح ياسمسم) وساهم في إطلاق شهرة عدد من شخصياته المفترضة .ولعل واحدة من أهم أحداث المهرجان هي فعالية (سينما العالم) شارك فيها المخرج البريطاني "مارك كوزنز"، بعمله الوثائقي الطموح، متعدد الأجزاء "قصة فيلم: الأوديسة” (Story of Film: An Odyssey)" الذي يتألف من 15 جزءاً، وبمدة زمنية تجاوزت التسعمئة دقيقة، وهو ملحمة تقدمها السينما للمرة الأولى ولكن هذه المرة كانت عن تاريخها الحافل بالتفاصيل والإنجازات والتطورات التقنية على مدى أكثر من مئة عام.ويرصد الفيلم تطورات السينما العالمية، بدءاً من عصر السينما الصامتة، وصولاً إلى عهد السينما الرقمية، وذلك من خلال إجراء مقابلات شخصية، مع رموز سينمائية عالمية، واستطلاع الآراء والابتكارات التي صاغت السينما العالمية، وأثرتها. ويعتمد الفيلم فصولا يقف كلّ منها عند حقبة من تاريخ الفن السابع. وتشمل قائمة النجوم المشاركين في العمل، الممثل الأميركي “نورمان لويد”، المُرشَّح مرتين للفوز بجائزة “إيمي” العالمية، عن فيلميه “حمام بخاري (Steam Bath)، و"اسم اللعبة" (Name of the game)؛ والممثل الهندي المعروف “أميتاب باتشان”، الذي تمَّ منحه “جائزة تكريم إنجازات الفنانين”، في "مهرجان دبي السينمائي الدولي 2009"، والكاتب والمخرج والناقد الأميركي “بول شريدر”، المُرشَّح مرتين للفوز بجائزة “جولدن جلوب”، عن فيلميه "سائق التاكسي"(Taxi Driver)، و"الثور الهائج" (Raging Bull)، من بين غيرها. ومن المعروف أن هذه السلسلة، كانت ضمن قائمة الأفلام التي تمَّ اختيارها رسمياً، في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2011.واحتفل المهرجان بدورته هذا العام بالسينما الهندية التي تعد اكبر معاقل الإنتاج السينمائي في العالم، وسيشهد هذا الاحتفال عرض مجموعة مختارة من أهم أفلام هذه السينما ومنها فيلم (السابع من أغسطس ) للمخرج سريجيت موخرجي والذي يأخذنا إلى مدينة كالكتا وتحديدا إلى أحيائها الفقيرة وشوارعها الخلفية، حيث العنف موصول بأكثر الاتجاهات جدلا في الشعر البنغالي (حركة الهنغرياليين) التي سادت في ستينات القرن المنصرم.ومن الأفلام الأخرى فيلم (إتلاف) للمخرج كاران غور، و(عندما تتفتح زهرة البالاس) للمخرجة شاليني اوشا نير، و(الحياة لعبة) للمخرج موثوسامي ساكثيفيل.
(أطفال حلبجة المفقودون) يوثّق لجريمة حقيقية والشعر البنغالي موصول بالعنف
نشر في: 11 ديسمبر, 2011: 07:05 م