مذبحة كربلاء عام 1842 في عام 1841 تولى أمر الولاية ببغداد الوالي نجيب باشا ـ وهو من الولاة المعروفين بالصرامة والقسوة الشديدة ، ويبدو أن الدولة العثمانية اختارته للعراق ، لكي يباشر عهد التنظيمات الذي شرعت الدولة بتطبيقه في الولايات المتوترة . وقد بدت قسوته في المذبحة التي قام بها جيشه بقيادته في كربلاء في السنة الثانية من ولايته .
يذكر المؤرخون أن كربلاء كانت في تلك الأيام قد تحكمت فيها زمرة من الأشقياء ورؤساء جماعات محلية غير منضبطة تدعى ( اليرمازية ) ، ويؤكد الدكتور علي الوردي أن ظهور تلك العصابات في كربلاء بسبب قدسية المدينة ، وكانت الحكومة لا تود ان تتدخل في شؤونها الداخلية احتراما لمكانتها واعتمادا على بعض الزعامات الاجتماعية فيها ، وبهذا أصبحت ملجأ لكل هارب من وجه الحكومة .قرر الوالي نجيب باشا القضاء على حركة اليرمازية مهما كلف الأمر بعد ان تناهت إليه شكاوى الأهالي ، وبدأ اولا بالإنذار الا انه لم يلق استجابة ، فساق الى كربلاء جيشه وحاصرها أكثر من عشرين يوما ذاق الناس فيها الأمرّين . وفي فجر مثل هذا اليوم من عام 1842، وكان اليوم الثاني من عيد الأضحى ، سلط الجيش نيران مدفعيته نحو سور المدينة واحدث فيه ثغرة مكنته من دخولها ، وجرت مذبحة فظيعة يندى لها الجبين قام بها الجيش لم يسلم منها سوى من لجأ الى الصحن الحسيني الشريف ودور بعض الشخصيات المحلية ، ومن المواضع التي وقعت فيها المذبحة الصحن العباسي ، وفي اليوم التالي وصل الوالي إلى المدينة المنكوبة بآلاف القتلى والقي القبض على رؤوس التمرد . وكان لتلك الواقعة التي أرخت بعبارة ( غدير دم ) أصداء عالمية مختلفة دفعت الدولة العثمانية إلى تدارك الأمر بسرعة .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 12 ديسمبر, 2011: 06:55 م