 بغداد/ يوسف المحمداوي  عدسة/ أدهم يوسف ما معنى زيونة؟ توجهنا أنا وزميلاي ادهم وعلي، صوب ما كان بالأمس القريب تحفة الرصافة بالعمران والرقي في جميع مناحي الحياة، إنه حي المثنى والذي كان يسمى سابقا بـ (حي الضباط) ولكن الاسم المتعارف عليه والشائع هو (زيونة).
أبو احمد (76) عاما من سكنة المنطقة، يقول إن اسم (زيونة) ينحصر في رأيين؛ الأول يقول إنه اسم امرأة تعد من أوائل الساكنين لتلك المنطقة تدعى (زيونة)، أما الرأي الآخر فانه لجمالها وزينتها العمرانية سميت (زيونة) المشتق من كلمة (زينة) وهو ما يشاع عند العراقيين تحببا في تصغير الأسماء وتدليعها، يقول أبو احمد وهو يلتفت بين الحين والآخر إلى الأنقاض التي تحيط داره، إن معظم سكنة المنطقة من ضباط الجيش العراقي أصحاب الرتب العالية وكذلك ذوي الدخل فوق المتوسط من تجار وأصحاب شركات، مضيفا وهو يتحسر إلى ما آلت إليه المدينة "للأسف هذه حال زيونة الأمس، فبدلا من التقدم العمراني وتزيين المدينة هناك إهمال واضح في جميع الخدمات". وعائلة ابو احمد  من العوائل البغدادية القديمة التي جاءت الى زيونة من مناطق الأعظمية والكاظمية والمنصور وغيرها من مناطق بغداد القديمة. دار الأزياء العراقيةتتميز (زيونة) الرصافة بوجود بناية بديعة ورائعة بالعمران وهي دار الأزياء العراقية، التي تخلت عن ثياب الموضة العالمية لترتدي ثياب القاذورات والأتربة التي تحيطها من جميع الجهات، والمصيبة إن ما يشغلها موقع وزارة الثقافة متمثلة بوكيلها الأقدم، ونحن هنا نسأل المسؤولين هناك: ألم تشاهدوا ما يحيط ببنايتكم وتطالبوا المسؤولين عن أعمال تنظيف العاصمة بأن ينقذوا ما تبقى من ترف مدينة؟، ام ستبقى تبكي ترفها وألقها وحيدة تندب الماضي الجميل؟!. زيونة تقع بين شارع فلسطين وحي الغدير يحيط بها من الجنوب طريق محمد القاسم السريع ومن الشمال قناة الجيش، وأنت تسير على تلك القناة ستجد بديلا عن مشاتل ومتنزهات الأمس جدرانا كونكريتية وأكشاكا لبائعي الرقي والبطيخ، وفي بداية دخولك شارع العمارات السكنية المؤدي الى سوق الثلاثاء المركزي تجد ملامح الإهمال والدمار مع أول خطوة فيها، مكبات قاذورات بالجملة، مياه راكدة تحيط العمارات السكنية التي كانت بالأمس عبارة عن مرائب جميلة للسيارات ولكنها تحولت إلى ساحات خراب وإهمال بقدرة فاسد بالطبع أو بالأصح فاسدين.شارع يبحث عن ثوبوأنت تقلب ناظريك باتجاه ما كانت بالأمس إيقونة الرصافة، لا بد من العودة صوب ماضيها الجميل جداً والقريب جدا، فيعانق ذاكرتك في البدء أشهر شوارعها وهو شارع الربيعي الذي يعد من اثرى شوارع بغداد، الذي تنتشر على جانبيه شركات الاتصال الحديثة وكذلك المطاعم ومحال الصيرفة وشركات السفر، ومن أوائل المطاعم فيه هو مطعم الخردل الذي يقدم الأكلات السريعة، وكان ينافس مطعم أبو سامي أو ما يسمى فلافل المدينة وسط سوق المدينة، ترى هذا الشارع المهم وهو الآن يشكو إلى المارة وكذلك لإطارات العجلات، عريه وخلوه من الإسفلت بعد ان عجز وبح صوته في مناداة المسؤولين ولكن لا مجيب!، وأنا انظر الى هذا الشارع الباكي تذكرت ما قاله شاعرنا عبد الزهرة زكي في قصيدته انتظار من ديوانه كتاب اليوم كتاب الساحر: انا في غيبوبتي.. أراقب الطبيب وهو يخبئ بالانكليزيةموتي عن أمي..أراقب أمي وهي تخبئبإشراقة ذابلة في عينيها.. موتي عني. نعم يا صديقي قد يخبئ المسؤول خبر موت الشارع عن رصيفه الميت أصلا، ولكنه بات ينتظر رحمة مسؤول غير فاسد، ليغطي عري خرابه بالإسفلت العزيز.منجزات وزارة التربيةويوجد في زيونة أيضا مطعم يرتاده جميع ابناء بغداد وليس اهل الزيونة وحسب، وهو مطعم ( بلوسكاي) أي السماء الزرقاء، وفيها من القاعات والمراكز الترفيهية ما تستقطب جميع أهل بغداد وخاصة العوائل منها مثل كازينو الريحانة وكذلك التفاحة وحدائق (طبرة) التي أنشأها الحاج عمر طبرة وهو احد سكنة منطقة زيونة في شارع نادي الضباط، ولا ندري هل افتتح النادي أم ليس هناك حاجة لوجوده لانشغال الضباط الدائم بالوضع الأمني!!، وتوجد في زيونة جوامع عدة أشهرها جامع الربيعي وهناك جامع الجنابي المحاط بالأنقاض المتنوعة، فضلا عن مجاورته هيكل مدرسة حديدية خاوية إلا من حديدها.. وباقية كرمز شامخ لانجازات وزير التربية السابق خضير الخزاعي!، وبالقرب منها مخازن رحلات بلا سقوف وجميعها تقع في محلة 718 السكنية التي كانت بيوتها بالأمس قصورا ولكن بعضها تحول اليوم بفضل الانشطارات العائلية إلى بيوتات صغيرة، مما افقدها جمالية الأمس تماما بعد أن كانت تتباهى بحدائقها متنوعة الثمار. شارع المستنقعالطريق الرابط بين العمارات 169، 170 ،171 والدور السكنية وبالتحديد قرب مسبح الفردوس الذي ذهب مع الريح لا يمكن أن نوصفه بغير شارع المستنقع، ولولا تصميم سيارة المؤسسة المرتفع لعلقنا وسط ذلك المستنقع الذي يمر من خلال تلك العمارات الثلاث باتجاه الدور السكنية، نحن نقول لضمائر المسؤولين عن تلك المأساة؛ ما ذنب أطفال تلك المنطقة وهم محاطون بتلك المستنقعات التي تمدهم روائحها بالأوبئة والكوارث؟، والمصيبة ان ذلك المستنقع على مقربة من بناية كتب عليها أمانة بغداد/ قسم المجاري، أي حزن