بغداد/ إياس حسام الساموكلم يكتف تنظيم القاعدة بعملياته المسلحة التي خلفت خسائر فادحة في أرواح المدنيين بسبب هيمنته سنوات الاحتقان الطائفي على مناطق اعتبرها ولايات له تحت لواء ما يسمى بدولة العراق الإسلامية،
بل خلف وراءه ثأرات بين عوائل تلك المناطق امتد اثرها حتى الوقت الحالي لاسيما في مناطق شمال بابل، اذ يحذر مسؤولون محليون في المحافظة من استمرارها نتيجة الصفة العشائرية لتلك المناطق، ولعل قبيلة الجنابات اكبر الخاسرين، بحصولها على حصة الاسد من تلك العمليات اذ سقط وفق احصائية لمجلس محافظة بابل قرابة الـ 600 شخص من أبنائها.وقال رئيس اللجنة الأمنية في محافظة بابل حيدر جابر في تصريح خص به (المدى)، امس "تركت حواضن القاعدة في مناطق شمال بابل آثارا سلبية على المواطنين في المدينة وبالتالي زادت عمليات الثأر التي تعد جرائم جنائية بطابع إرهابي".واردف جابر "الهلال الذي تشكله مدن؛ جبلة ومويلحة، والحصوة، والبحيرات، والاسكندرية. بات اليوم مسرحا لعمليات الثأر بين العشائر نظرا لوجود احد ابنائها في التنظيمات الإرهابية"، متابعا "في ناحية الجرف حيث تقطن عشيرة واحدة، الجنابات، خسرت وحدها منذ 2006 حتى اللحظة قرابة الـ 600 قتيل بسبب عمليات الثأر".وانتقد رئيس اللجنة الأمنية هذه الحالة وقال "من الصحيح ان يكون المستهدف ارهابيا، لكن القانون يجب ان يأخذ مجراه، وبما ان المنطقة ذات طابع عشائري فمن الصعوبة ان يسيطر القانون عليها بشكل محكم حتى لو تم اللجوء الى القضاء فإن السكان لن يهدأ لهم بال الا باللجوء الى العادات العشائرية".ولم يعط جابر احصائية عن عدد القتلى بسبب عمليات الثأر في تلك المناطق، غير انه أكد "لا يمر شهر الا وتشهد هذه المنطقة جريمة قتل تحت ذريعة الثأر". وزارة الداخلية وبالرغم من اقرارها بوجود مثل هكذا حالات للثأر في مناطق شمال بابل لكنها قللت من اهميتها، واكدت انها عمليات قليلة جدا.وافاد وكيل الوزارة لشؤون الاسناد الفريق احمد الخفاجي في تصريح لـ(المدى)، امس بـ"وجود حالات ثأر في مناطق شمال بابل"، مستدركا بالقول "انها في حدود المعقول ولم تشكل حتى الان ظاهرة خطيرة حتى يمكن متابعتها وتبيان مسبباتها".واستغرب الخفاجي الارقام التي ادلى بها رئيس اللجنة الامنية في محافظة بابل عن عشائر الجنابات، وقال "لا نملك في وزارة الداخلية هكذا احصائيات وبالتالي ليس لدينا تعليق عليها نحن نعتمد على الادلة المنطقية الواقعية لا الحديث امام وسائل الاعلام حسب".وخلص وكيل وزارة الداخلية بالقول "ان الاوضاع في تلك المناطق بصورة عامة هادئة وقواتنا اثبتت قدرتها في مسك الملف الامني".وكان النائب عن قائمة الائتلاف الوطني في بابل علي شبر قد ذكر امس "ان تنظيم القاعدة يحاول السيطرة مرة اخرى على منطقة شمالي بابل.واوضح شبر في تصريحات صحفية ان تنظيم القاعدة يحاول ذلك من خلال العمليات الارهابية المتفرقة ولكون المنطقة مهمة من الناحية الستراتيجية من جهة ولصعوبة السيطرة عليها كونها واسعة مترامية الاطراف.واضاف "ان عدم تعيين وزراء امنيين حتى الآن انعكس بصورة سلبية على اداء الدوائر الامنية بالمحافظة وبالتالي منح الإرهابيين فرصة للعمل مرة اخرى.وشدد على "ان الأيام المقبلة التي ستشهد نهاية الوجود الأميركي في العراق ستكون ذات طبيعة حساسة في عودة نشاط تنظيم القاعدة مرة اخرى".
الثأرات تغزو شمال بابل.. والجنابات يفقدون 600 شخص

نشر في: 12 ديسمبر, 2011: 10:05 م









