إياد الصالحيما انفك الاشقاء العرب من التغني بامجاد تلاحمهم الرياضي وتنفسهم عبير المحبة برئة التنافس في اجواء المسابقات والبطولات الدورية طوال عام مثير بروزنامة احداثه المفرحة والموجعة وهو يوشك ان يلملمها في حقيبة الوداع تاركاً ذكرياته تخرج ألسنة الحقيقة لما جرى من تساقط ( دراما – شعبي ) لأوراق خريف لم تفء لأهلها، فماتت في قبضة الربيع!
ان دورة الالعاب العربية الجارية في الدوحة تقرّب لنا الكثير من المشاهد عن قوة المنتخبات العربية وهي تتسلح بشباب متحمّس وطموح قادر على تحقيق الارقام المثالية التي لم ترد حتى في حساباتهم وهم يشرعون للمشاركة في الدورة، ونرى تفوقاً واضحاً لعرب أفريقيا الاربعة (مصر وتونس والمغرب والجزائر ) اضافة الى الدولة الخليجية (قطر) في الاستحواذ على الذهب بعد ان شارفت الدورة الوصول الى منتصف رحلتها ما يدلل على حسن التخطيط والتروي في اطلاق برامج الإعداد وتبني اساليب تطوير الرياضيين وفق تعاقدات ناجحة مع خبراء عرب ومدربين اجانب يمتلكون اسرار الالعاب وطريق الوصول الى مغارة المعدن الأغلى في الدورة، بينما الآخرون ما زالوا يقطعون مسافات التطوير بحذر ويتوجسون المنافسة بوجل شديد مع ان بلدانهم لم تبخس حقوق تحضيراتهم وبذخت من الاموال ما تكفي شرائح فقيرة في مجتماعتهم لتعيش بحبوحة العمر.. لشهر في الاقل!المأخذ الوحيد الذي نسجله على دورة الدوحة هو غياب الجمهور عن ملاعب وقاعات المسابقات، ويكاد حضور الجاليات العربية لمؤازرة منتخباتها وكذلك اعضاء الوفود المشاركة من الإداريين "حصراً " الذين وجدوا في علاقاتهم مع المكاتب التنفيذية للجان الاولمبية العربية منافذ الحصول على رحلة ترفيهية مجانية من ميزانية التخصيص، كما لا ننسى الحشد الكبير من الزملاء الاعلاميين وخاصة وفد السعودية الذي بلغ 35 اعلامياً، هؤلاء كلهم يغطون جانباً محدوداً من المدرجات الخاوية – كما نشاهد يومياً – ما ينعكس سلبياً على نفوس الرياضيين التواقين لحماسة وتشجيع الجمهور من اجل تحفيزهم على تسجيل النتائج القياسية، وهي رسالة نوجهها الى اتحاد اللجان الأولمبية العربية الذي عقد اجتماعاً مع الجمعية العمومية لمناسبة بدء منافسات الدورة مفادها ان يعيد النظر في مواعيد إقامة الدورات حيث ان اغلب رواد الملاعب هم من فئة الشباب الذين وجدوا تزامن الدورة مع مشاغلهم الدراسية في جميع الدول العربية معضلة كبيرة حالت دون حضورهم لمواكبة الفعاليات، وأضعفت دورهم في انجاح التجمع الرياضي الكبير.من دون شك هي رسالة مهمة لابد من الانتباه اليها في الدورة 13 التي تضيفها الشقيقة لبنان عام 2015 لكي نعزز الانطباع المتفق عليه ان دورة الالعاب العربية فرصة لزيادة الاحتكاك بين الابطال العرب ومحطة للتوثب الى الاولمبياد العالمي الذي يقام بعد كل دورة في العام التالي، بدلاً من ان يسود رأي (شبه جازم) ان هذه الدورة فرض سياسي لا رياضي مطلوب تنظيمها مهما كانت الشدائد والمخاطر المقوّضة لاستقرار بعض الدول.وسط سطوة الأفارقة العرب هذه وهموم غياب الجمهورالعربي، يعتصر الألم قلوب العراقيين الذين أسكرت أمانيهم وعود رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي وبقية اعضاء مكتبها التنفيذي حتى آخر رئيس اتحاد مركزي بترقب انجازات مفاجئة في الدوحة بفضل الدعم الحكومي الكبير وإذ بهم يصطدمون بخيبات اكبر حيث افتضح الأمر وبدت رياضتنا غريبة وفقيرة وهزيلة على خارطة المسابقات العربية، تبحث عن تاريخها الذهبي بعد ان غدا الذهب عصياً عليها حتى انقضاء اليوم الخامس من الدورة، وبدأت تجهز حقائب العودة لأكثر من لعبة خرجت يتيمة لا تقوى على رفع رأسها بانتظار ان تكتب الصحافة الرياضية " الطاهرة والجريئة " فصول الانتكاسات ورجالها بأمانة وصدقية مهما كان نفوذهم، ليؤكد الزملاء تبعيتهم لمصلحة رياضتنا وليس سواها!
مصارحة حرة : فرض سياسي أم رياضي!
نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 08:11 م