فيصل صالح خسارة منتخبنا الوطني أولى مباراتيه في دورة الألعاب العربية كشفت بما لا يقبل الشك فيه بأن القدرة التدريبية المتواضعة للمدرب البرازيلي زيكو الذي ينطبق عليه المثل الشعبي (جاء يكحلها..عماها) كانت السبب الوحيد في خسارة الأسود أمام المنتخب البحريني، وبذلك شطب هذا المدرب وبجرة قلم جميع الانتصارات التي حققها الأسود في تصفيات المجموعة الأسيوية الأولى المؤهلة لنهائيات مونديال (السامبا).
وبعيدا عن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه حكم مباراتنا أمام المنتخب البحريني عندما لم يحتسب ركلة جزاء صحيحة لصالح منتخبنا بعد أن تعرض كرار جاسم لاعثار متعمد في داخل مربع الجزاء، فأن البرازيلي زيكو ارتكب في هذه المباراة (جملة) من الأخطاء التكتيكية القاتلة التي لا يمكن لأي مبتدئ في علم التدريب أن يقع فيها، والتي أدت الى هذه الخسارة الموجعة في أول تجربة له في دورة ألألعاب العربية 12 التي أكدت (عملياً) خروج منتخبنا من هذه البطولة بصورة مخزية أولاً ومبكرة ثانياً، ومن ابرز تلك الأخطاء هو وقوفه مثل أبي الهول صامتا يتفرج على لاعبينا الذين زج بالبعض منهم على سبيل التجربة ومنحهم الفرصة للتعبير عن قدراتهم وإعدادهم للمهمات الأصعب، وهو الأمر الذي بارك الكثير من المتابعين أفكار ورؤى المدرب البرازيلي زيكو فيه، ولكن يبدو أن هؤلاء المتابعين وأحدهم كاتب هذه السطور قد ذهبوا بعيدا في دعم وإسناد هذا المدرب الذي قرر فجأة إبعاد اغلب لاعبي المنتخب الأساسيين، وفي مقدمتهم هدافو المنتخب يونس محمود وعماد محمد ومصطفى كريم، وكذلك الاستغناء عن خدمات لاعبي الوسط نشأت أكرم وهوار ملا محمد وغيرهما وكان الأجدى بهذا المدرب الذي طفت على سطحه (إشاعة) تؤكد أنه في طريقه لتدريب منتخب خليجي مباشرة بعد انتهاء دورة الألعاب العربية أن يزج بالتشكيلة الأساسية للمنتخب، وعندما تتمكن هذه التشكيلة من فرض سيطرتها على المنتخب البحريني وتحقيق الفوز عليه، يقوم هذا المدرب الذي أكد فشله التدريبي في أكثر من تجربة تدريبية له بمنح الفرصة لمن يراه من اللاعبين الشباب المؤهلين للمشاركة في هذه المباراة، ولكن (المحروس) زيكو لم يفعل ذلك وكان الأجدى به أيضا، خاصة بعد أن رأى الانهيار الذي أصاب المنتخب الوطني ودخول مرمى الأسود ثلاث كرات (حمراء) بحرينية أن يتدارك الموقف من خلال إجراء تغييرات في صفوف اللاعبين والزج بقوة المنتخب الوطني الضاربة، التي تتمثل بهداف المنتخب يونس محمود وكذلك منح الفرصة لصانع الألعاب نشأت أكرم وهوار ملا محمد وعماد محمد من أجل إعادة التوازن في هذه المباراة وكسب نقطة واحدة على اقل تقدير وعدم التفريط بجميع النقاط مرة واحدة ورميها في سلة البحارنة في مباراة الفرصة الواحدة.يحتاج المنتخب الوطني لمدرب لديه القدرة على قراءة الأمور بطريقة أفضل من تلك التي قرأها المدرب زيكو وكانت سببا في الاهانة التي تعرض لها منتخبنا الذي يعد أحد الأبطال والمنتخبات الكبيرة في جميع دورات الألعاب العربية منذ انطلاقتها قبل أكثر من خمسين عاما، وخروجه المبكر من هذه البطولة العربية الكبيرة، التي بسببها وضع اغلب المتابعين صورة (رمادية) لمستقبل هذا المنتخب ولفرصته في انتزاع بطاقة التأهل الى نهائيات مونديال (السامبا) التي لا يستطيع منتخبنا انتزاعها في مباريات الدور الحاسم والأخير لهذه النهائيات إلاّ إذا عاد زيكو إلى رشده التدريبي وحكّم عقله وقرأ الأمور بطريقة صحيحة ومن دون ذلك سيقرأ جمهور الكرة العراقية السلام على فرصة منتخبنا في التواجد على شواطئ السامبا عام 2014 وخاصة إذا تأكدت الشائعة التي قالت بأن زيكو سيقول للمنتخب الوطني ( باي.. باي ) وخاصة بعد أن قبض مقدم عقده من الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي لا يعرف تفاصيله إلا رئيس الاتحاد العراقي ناجح حمود والعالمون بالغيب.
نقطة ساخنة :المدرب المحروس!
نشر في: 14 ديسمبر, 2011: 08:18 م