ترجمة : عدوية الهلالي في عام 2004 ، اختارت لجنة تحكيم جائزة رينودو الروائية المتوفاة في آب من عام 1942 ايرين نيميروفسكي لتمنحها جائزتها المرموقة من اجل كتابها (جناح فرنسي ) ، وكانت هذه الحالة فريدة في تاريخ الجوائز الأدبية –أي أن تمنح جائزة لكاتب بعد وفاته ..ومنذ ذلك الحدث ، لم تمر ستة أشهر من دون ان ينشر واحد من نصوص الكاتبة نيميروفسكي في مطبوع أدبي وكلها تحقق نجاحا واضحا ..
مؤخرا ، فكرت مؤسسة لوليفر دي بوش الفرنسية للنشر في جمع مجمل أعمال الكاتبة الراحلة في مجلدين يتألف كل منهما من 2000 صفحة ..ويضم هذان المجلدان النصوص التي نشرت لها في وقت مبكر من مقالات صحفية وقصص قصيرة وسيناريوهات وقبل كل شيء رواياتها المكتوبة قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية والصادرة أيضا بعد وفاتها ..ولدت ايرين نيميروفسكي في عام 1903 في كييف من أب يهودي أوكراني   ..في البداية ، لم ينتبه احد لكتابات نيميروفسكي لكنها أصبحت كاتبة شهيرة عالميا في نهاية سنوات العشرينات بعد نشر روايتها الثانية (ديفيد غولدر ) وهي شخصية معقدة وتعد من أهم شخصيات الكاتبة ..اتهمت نيميروفسكي بمناهضة السامية بسبب بعض من نصوصها التخيلية المنشورة في ( غرينغوار ) ، لكنها صححت الكثير من أفكارها مع مرور الوقت... وفي عام 1942 ، توفيت الكاتبة نيمروفسكي وتم نقل جثمانها إلى اوشفيتز ...جاءت فكرة جمع منشورات نيميروفسكي في مجلدين لتلبي حاجة عشاق أدبها إلى مطالعة جميع مفردات إبداعها التي يعتبرونها كنوزا نفيسة ، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها جمع نصوصها بهذه الطريقة ...ويضم المجلد الأول كتاباتها لما قبل الحرب أما الثاني فيحوي كتاباتها أثناء الحرب العالمية الثانية، فضلا عن تلك الصادرة بعد وفاتها ..ويضم كل مجلد أيضا نصوصا غير منشورة وألبوماً من الصور ..ورغم أن أعمالها ليست متساوية جميعها في جودتها بالمقارنة مع روايتها (جناح فرنسي ) ، إلا أن إعادة اكتشاف تلك الجواهر الأدبية تعد مصدر سعادة لقرائها دون شك ،  فمن يقرأ مثلا روايات (الحفلة الراقصة) و(الفريسة) و(سوء تفاهم) سيفهم تماما لماذا حققت نيميروفسكي شهرة عالمية بعد صدور روايتها ( ديفيد غولدر ) إذ أن كتبها الأخرى زاخرة بشخصيات ذات تركيبات نفسية واجتماعية متفردة تود الهروب غالبا من ظروفها ورغباتها الخاصة ..وتمتاز نيميروفسكي بقدرة لا مثيل لها على وصف الأشخاص والأشياء وهو ما أشارت إليه ابنتها دينيس ابشتاين في المقدمة التي كتبتها عن سيرة حياة والدتها لتبدأ بها أعمالها الكاملة التي قام بجمعها اوليفييه فيليبونا في مجلدين ضخمين مؤخراً.