TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قناديل :ج.م. كوتـزي: الروائـي فـي عزلته وانضباطه

قناديل :ج.م. كوتـزي: الروائـي فـي عزلته وانضباطه

نشر في: 17 ديسمبر, 2011: 06:51 م

 لطفية الدليمي هجر كوتزي جنوب إفريقيا ليعيش عزلته  في استراليا   هو الانطوائي المستوحد   الذي  لم يحضر الى لندن سنة 1984، لتسلم جائزة البوكر التي نالها عن  روايته ( حياة مايكل ك . وأوقاته ) وتكرر الأمر حين حظي بجائزة البوكر ثانية  سنة 1999 عن روايته ( العار)  ثم فاز  بجائزة نوبل للآداب 2003، وجاء في إعلان فوزه (لأن رواياته تتسم بالمهارة في التركيب والتحليل، وأنه لا يعتمد الوصفة ذاتها في كتابين)
وحصل كوتزي  سنة 2006 على الجنسية الاسترالية وقال عن إقامته في استراليا  بعد تقاعده 2002: شدتني  الروح الطليقة العظيمة للناس وجمال الأرض وعندما رأيت مدينة (اديلايد) للمرة الأولى سحرتني بنعمة مدنيتها التي أتشرف  بأن ادعوها وطني ..)وكوتزي كاتب منضبط  لا يشرب ولا يدخن  ولا يقرب  اللحوم  ويركب الدراجة يوميا حفاظا على لياقته ويقضي ساعة في الأقل على طاولة الكتابة  صباح كل يوم  ويقدس النظام  ويكرس  حياته  للكتابة وحدها.لا يمكن تصنيف أعمال كوتزي في إطار احد التيارات الثقافية لما بعد الحداثة فمقالاته النقدية ورواياته  تكشف عن  تعدد الاهتمامات  وتداخلها، فهو معني باللسانيات والنحو التوليدي والأسلوبية والبنيوية والسيميوطيقا والتفكيك ، وهو الحاصل على دكتوراه الفلسفة في اللسانيات من جامعة تكساس سنة 1969   بأطروحة عنوانها (  التحليل الأسلوبي بالكومبيوتر لأعمال صموئيل بيكيت ) وقد ترجمت أعماله الروائية الأخيرة للعربية  رواية إليزابيث كوستيلو ورواية الرجل البطيء، وآخرها رواية صدرت له في 2007 (يوميات عام سيء)، ويشتغل فيها على شكل سرد السرد (الميتا فكشن)..لم يبدأ كوتزي الكتابة إلا في سنة 1969  وهو في التاسعة والعشرين حيث نشر أولى قصصه القصيرة وخلال وجوده في أميركا كانت حرب فيتنام في أوج اشتعالها فاستلهم منها أحداث روايته (ارض الفجر  ) سنة 1974، ووصف فيها ما كان يراه من نذر الامبريالية الكامنة تحت حرب فيتنام  ويقارنها  مع أوضاع بلاده السياسية والاجتماعية  وعلى أثرها رفضت السلطات الأميركية منحه الإقامة - مع انه كان يقوم بتدريس الأدب الانكليزي في جامعة نيويورك - لمساهمته  في الأنشطة المعارضة لحرب فيتنام فعاد إلى وطنه وعمل أستاذا  في جامعة كيب تاون حتى تقاعده .. ويستعرض كوتزي في معظم أعماله طبيعة الأنظمة المستبدة  ومن خلال تقصيه الضعف والهزيمة، استطاع أن يقبض على الشرارة الإلهية في الإنسان .ويفاجئنا كوتزي في أحدث رواياته  ( يوميات عام سيئ)   بتقديم شكل سردي جديد يتحدى به  أبنية السرد المألوفة إذ يقسم صفحاتها الى قسمين يفصل بينهما خط أفقي ويقسم الصفحات التالية إلى ثلاثة أقسام حتى صفحة 351. وبعدها يترك القسمين العلويين فارغين حتى النهاية.. يسرد في القسم الأعلى موضوعات فكرية بشكل مقالات تبلغ إحدى وثلاثين مقالة يكتبها المؤلف – الراوي وعنوان الفصل  (آراء تنضح بالقوة) وتتضمن  موضوعات لا رابط بينها منها نشوء الدولة وأنفلونزا الخنازير والانتخابات والماء والنار ودستويفسكي،  ومقالة عن الحلم والقبلة وأخرى عن الروايات الكلاسيكية  وغيرها – ويتضمن الفصل الثاني من الكتاب مقالات (اليوميات)  ..يسرد الراوي في القسم الثاني من الصفحة  خواطر ذاتية تبدو استكمالا  لأفكاره في المقالات ويعلن شغفه بالمرأة الشابة وهو الرجل العجوز المستوحد  – وفي القسم الثالث من الصفحة يروي المؤلف ذاته تفاصيل علاقته بالبطلة (آنيا)  من وجهتي نظر الراوي وآنيا نفسها، وتماثل  شخصية الراوي شخصية  كوتزي فهو مولود في جنوب إفريقيا ويعيش في استراليا وله رواية اسمها ( في انتظار البرابرة ) وتبدو  كرواية تخييل وسيرة حتى ليصعب الفصل بينهما.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram