يوسف فعلغزت منافسات دورة الدوحة العربية ظاهرة بدأت تستشري كالنار في الهشيم تتعلق باستعانة عدد من الدول المشاركة بالأبطال المعروفين المجنسين الذين استولوا على الميداليات الذهبية في اغلب الفعاليات التي اشتركوا فيها وأزاحوا الابطال المحليين عن منصات التفوق الذين أكلوا الحصرم لعدم قدرتهم على إيقاف الأبطال الأفارقة من اعتلاء منصات التفوق التي اصبح صعودها اكثر تعقيداً ومهابة من السابق .
هذه المشاركة القوية للمجنسين دقت ناقوس الخطر لمنظمي الدورة وبقية الدول المشاركة لتغيير مسار الدورة عن أهدافها التي اقيمت من اجلها والمتعلقة بخيط الارتقاء بواقع الرياضي في جميع الدول العربية ، وتأتي خطورة تلك الاستعانة بعدما استنجد عدد من الدول العربية ببعض الابطال المجنسين العالميين الذين باستطاعتهم قهر ابطالنا ونظرائهم العرب بكل سهولة ويسر وإبعادهم عن التنافس من الذهب تاركين لهم الفضة والبرونز. وهذا التغيير الكبير بطبيعة ميدان التنافس في الدورة الحالية عن سابقاتها يتطلب من المشاركين في الدورات المقبلة التهيؤ بصورة إعدادية مناسبة ، وفق ستراتيجية خاصة وخطط تدريبية لمدة اربع سنوات كما تستعد للاولمبياد او الاسياد ، ليكون الرياضي قادراً على اعتلاء منصات التفوق، وفي ما يخص منتخباتنا الوطنية فإن بقاءها تتدرب بالطرق الروتينية والمشاركة في البطولات الوهمية استعداداً للدورات المقبلة لن يضفي الى شيء، ويجعلنا نخرج من بابها العريض خالي الوفاض .ويتصور البعض ان التجنيس يُعد مصدراً لعنوان نجاح الدورة العربية لأنه يُسهم في الارتقاء بالمستويات الفنية للاعبين ويطوّر قدراتهم البدنية ويحفزهم لكسر الجمود ومنافسة الأقوياء بشجاعة وإرادة لن تلين، لكن اصحاب تلك النظرية تناسوا ان استفحالها بين الدول العربية يقضي على آمال رياضييها وتطلعاتهم باحراز المركز الاول وتقلد الذهب في دورتهم التي ينتظرون انطلاقها كل اربع سنوات، ما يؤدي الى قتل طموح التنافس ويبعث في ادائهم الى النكوص والتراجع بعدم اللحاق بالابطال العالميين ، وعندها لن تجني الدول المشاركة من المنافسة بتطوير الجوانب الرياضية للاعبيها ، لذلك فان عواقبها وخيمة على مستقبل رياضتنا والرياضة العربية.ووفق تلك المعطيات لابدّ من القائمين على إقامة الدورات العربية ان يتعاملوا بمنتهى الاحترافية وينهوا جدلية مشاركة المجنسين من عدمها في الدورات المقبلة بعد ان تعالت الاصوات المعارضة لها أن هذا مخالف للواقع على اساس انها دورة للرياضيين العرب التي وجدت اصلا لكي تفتح لهم آفاقا رحبة في البطولات الآسيوية والأفريقية لخطف الذهب وتخطيها وتقديم الصورة الطيبة في الاولمبياد.والحل الأمثل لفك تلك الجدلية المبادرة بتنظيم بطولة عربية للهواة لا يسمح باشتراك المجنسين فيها يكون موعد انطلاقها قبل سنة او سنتين من اقامة الدورة الرياضية العربية التي يحق لأصحاب المراكز المتقدمة في دورة الهواة من الاشتراك فيها وكذلك الابطال الذين تختارهم دولهم ، وبذلك يدرك الرياضيون انهم امام تحدٍ كبير وعندها يتم تطوير قدرات الرياضيين المحليين ليكونوا قادرين على مواجهة المجنسين.وهذه الفكرة بحاجة الى التبني من اللجان الاولمبية العربية لدفع عجلة الحركة الرياضية الى الأمام لأجل ان تتم المشاركة بالدورات العربية بروح التنافس الشريف وليس بهواجس التوجس والقلق من الفشل الذريع.
نبض الصراحة: صراع المجنسين
نشر في: 18 ديسمبر, 2011: 06:50 م