محمود النمرشاعر يحلم بجمهورية البرتقال ، دفع الثمن غاليا نتيجة هذا الحلم ولكنه مازال مصرا على تحقيقه ، رغم كل الخسارات ،الشاعر نافذته تتسع لاحتواء العالم ، انه الشاعر إبراهيم الخياط.* كيف يراودك الأمل؟- أنا تراودني فكرة لأكثر من أربع أو خمس سنوات، وهي كانت مسيطرة عليّ منذ بداية عام 2003 قصيدة في انتظار البرابرة، ومدى وملائمة هذه القصيدة وعنوانها مع الوضع في العراق والقوات الأميركية التي ستأتي عبر البحار ومن ثم إلى الكويت وفتح الأسلاك الشائكة،
والآن بعد أن أتوا هل هم برابرة؟ هل كانوا محتلين؟ هل كانوا من المحتلين المرحين؟ هل هذا انسحاب؟ هل هو جلاء؟ أين هي المقاومة؟ الشكل الفيتنامي في العراق، هل هو موجود؟ كيف تشكلت الحكومة؟ الحكومة التي تلألأ فيها الوزراء الشيوعيون، وبريمر هو الحاكم المدني؟ هل البرابرة كانوا تحت أبط القادمين من البحر؟ وأقصد ذوو اللحى والدشاديش القصار ،أم هم بقايا البعثيين، وأضعهم بين عشرين قوسا الذين هم نقيض الدشاديش واللحى ،لكنهم يحملون فكراً أكثر ظلامية وقمعا وإقصاء من هؤلاء ،ثم كيف يمكن لهذا التناقض الغريب العجيب ، أن يكون قصيدة بسيطة ، وتصل مثلا إلى أمي وما أدراك ما أمي ،هي ستفهم هذه القصيدة ؟ وكيف سأكتب هذه القصيدة ؟ هذه الفكرة رغم الأعباء الإعلامية والإدارية والحياتية والبيتية والراتب والبطاقة التموينية والنقل والزحامات والموائد العامرة والفارغة والليالي التي أنام فيها ،والتي لا أنام فيها ،والتي تؤرقني والتي تخاصمني ،رغم كل هذه الأعباء التي لا ينهض بها جمل، فكيف ينهض بها لا أقول إبراهيم ،ولكن كيف ينهض بها إنسان عراقي؟ ثم يكون هذا الإنسان مشروعا لكتابة أجمل موهبة وهي موهبة الشعر ،أجمل موهبة لستُ لأني احترفها ،ولكن يقولون إن الشعر كلام الله ،والنثر والسرد كلام الخلق ،ثم في هذه المعمعة التي نعيشها في هذا الهم اليومي والهم الإبداعي ،هل ستأتي القصيدة ؟ أم فقط أتحمل أعباء القصيدة وبعد ذلك حتى لا أتمكن من كتابتها، والأمر الآخر نحن على أبواب 1/ 1/ 2012 اليوم الذي لا يكون فيه الأميركيون على الأرض العراقية ، ولكن هل سيغادرون السماء العراقية ؟ ثم هل سيغادرون الذاكرة العراقية ؟ هل نستطيع أن نمحي آثار الإخوة الذين أتونا من خلف البحار وفي لحظة زمنية اتفقت المصالح الأميركية العليا مع مصلحة الشعب العراقي في إسقاط العدو المشترك ،ولكن هذه اللحظة لم تستمر حتى الساعة ، انتهت مع لحظة السقوط ،فهذه اللحظة ،هي لحظة شعرية ، قد تكون هي البهجة الشعرية التي يقول عنها فوزي كريم .rn* هل لديك مجموعة شعرية جاهزة للطبع ؟- نعم هناك قصائد ما تكفي إصدار مجموعة ،ولكن المجموعة تحتاج الى من يدعمها وهي تتشابه مع الأغنية العراقية التي جسدها الكبير يوسف العاني في مسرحية " المفتاح " الديوان يحتاج إلى تفرغ ،التفرغ يحتاج إلى مال ، المال يحتاج إلى الدعم ، الدعم يحتاج إلى محبة من الدولة للناس ، والمحبة تحتاج الى مبدعين ، وحين يتهرأ أي خيط من هذه الخيوط ،تنتهي وأصل الى الخطوة الأولى ،وأبقى أتوسد المخطوطة بانتظار المجلس الأعلى للثقافة ،الذي أدعو انا مثل الكثير من المثقفين إلى تشكيله لأن مشكلة وزارة الثقافة ليست مشكلة مالية ،ولكنها لا تمتلك إستراتيجية ثقافية ،ليست لديها رؤية ثقافية ، فنتمنى على المجلس أن يتبنى المجموعة الشعرية التي تحت وسادتي .
الشاعر إبراهيم الخياط.. حزمة من الأسئلة في قـبضة شاعـر
نشر في: 18 ديسمبر, 2011: 07:07 م