TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مداخلات عن (حزن الثقافة المرير)5-1..الثقافة مطالبة بكشف معاناة الناس

مداخلات عن (حزن الثقافة المرير)5-1..الثقافة مطالبة بكشف معاناة الناس

نشر في: 18 ديسمبر, 2011: 07:10 م

نجيب محي الدينأشعر بالسرور والغبطة لإتاحة الفرصة لي لحضور هذا اللقاء الذي يُنظمه القسم الثقافي في صحيفة (المدى) لمناقشة الموضوع الذي أعده الأستاذ الشاعر ياسين طه حافظ حول حزن الثقافة المرير وهو موضوع يستحق الاهتمام وإجراء النقاش حوله،
 ولذلك وجب التعبير عن الشكر والتقدير للأستاذ ياسين لما بذله من جهد فكري وبدني في إعداده له وكذلك لصحيفة (المدى) ولقسمها الثقافي بصورة خاصة لاهتمامها به وإعدادها هذه الطاولة من أجله.  تتجلى أهمية هذا البحث في ما تناوله من محاولات لتشخيص واقع مسيرتنا الثقافية واتجاهاتها وما كان لها ولا يزال من آثارٍ على مسيرتنا السياسية وعلى علاقات الكيانات السياسية ببعضها.انه بحث وإن كان يبدو أن موضوعه ثقافي مجردٌ ولكنه تجاوز ذلك ليصل الى حافات السياسة ، بل لقد وصل في بعض الحالات الى صميمها عند الإشارة الى بعض مواقف الأحزاب عموماً واحترابها مع بعضها إزاء بعض أو إزاء معظم الأحداث التي واجهتها البلاد، مُشخصاً سبب ذلك الى قصور ثقافي يغلب عليه التعصب وضيق الأفق الفكري لدى قادة معظم الأحزاب السياسية . وتعبر مبادرته للدعوة الى مراجعة المسلمات خطوة جريئة صائبة على الطريق الصحيح .   اسمحوا لي أن أعرف الأستاذ ياسين كما عرفته منذ أكثر من خمسين عاماً ، لمن قد لا يعرفه جيداً ، عرفته وقد كان شاباً متميزا بما يبديه من إخلاص وحرص على أداء واجباته وعلى السعي من أجل التزود بالمعرفة والمعلومة النافعة والاستزادة والانتفاع منهما ، دقيقاً في ما يتكلم ويبحث ويكتب ، وقد لازمته هذه الصفات التي بقيت أتلمسها في كل ما أتيح لي من قراءات لإنتاجاته الفكرية حتى الآن ، كما عرفته في ذلك الوقت شاعرا ناشئاً .    لدي بعض الملاحظات والتعقيبات حول ما قدمه من آراء وأفكار في بحثه هذا ، ومع ذلك تظل للبحث أهميته الكبيرة وجدارته بالتقدير. أولاً- جاء في أسفل الصفحة الأولى من الموضوع ما يأتي " كنا في الخمسينيات نطالب الثقافة بنشر الوعي الثوري والتحريض على الثورة، أنا لا أعتقد بسلامة المطلب الخمسيني اليوم ." انتهى قوله دون أن يشير إلى ما يجب أن نطالب به الثقافة اليوم . إن قوله صحيح وأنا أتفق وإياه بأنه لا يمكن أن تُطالب الثقافة الآن بمثل ما كانت تُطالب به في تلك الفترة الزمنية المشار إليها ، إلا أنني أرى أنها - الثقافة - تظل مُطالبة بكشف معاناة الناس وأسبابها والمسؤولين عنها ، كما يُؤمل منها أن تدلهم على الطرق الصائبة السالكة وعلى أساليب العمل العملية لتوصلهم الى تحقيق غاياتهم المشروعة التي أساسها الحقوق الإنسانية ، بأساليب عمل سلمية بعيدة عن أساليب القسر والعنف والتخريب . وبهذا يرى البعض " أنَ الثقافة لا تقتصر على إنتاج النصوص الجمالية أدباً أو فناً، بل هي آلية إنتاج معنى وتشكيل أنساق أداء مجتمعي".ثانياً- جاء في الصفحة الثانية ما نصه "إن الثورات لن تندلع بعد بسبب ضائقة اقتصادية ." وأنا اعتقد أن الضائقة الاقتصادية تظل من أهم الأسباب او العوامل التي تدفع الناس إلى التذمر أولاً ثم التمرد أو الانتفاضة وأخيراً الثورة. هذا دون أن انفي وجود عوامل أخرى مهمة ايضا هي الشعور بالظلم بسبب انعدام تحقيق العدالة الاجتماعية في جميع مجالاتها ومستوياتها في الحياة بين أفراد المجتمع وحرمانهم من التمتع بالحرية . كما لا يمكن إغفال دور عوامل تحريضية مساعدة داخلية أو خارجية ..! وكل هذه العوامل وفي مقدمتها الضائقة الاقتصادية هي التي أدت الى ما شهدناه ونشهده من حركات الاعتصامات التي اجتاحت بعض البلدان العربية خلال الأشهر الأخيرة .ثالثاً- وفي منتصف الصفحة الثانية نفسها جاء فيها " انتهى أو كاد ، هنا دور الثقافة في نشر الوعي والإثارة ." وأنا لا أعتقد ذلك ، فحركات الاعتصامات والاحتجاجات التي أشرتُ إليها في الفقرة السابقة والثورة في ليبيا لم تكن بمعزل عن التأثر بالجهود الثقافية التي بُذلت على مدى أعوام عدة لتكونَ رأياً عاماً رافضاً لسوء الأوضاع في بلاده وطامحاً للتحول نحو الأفضل.رابعاً- يكتب الأستاذ ياسين في الصفحة التاسعة ما يأتي " أن الثقافة صارت تؤدي دوراً نمطياً لا عملاً تنويرياً مُغيراً ، وهي غير معنيةٌ باستكمال الحقوق المدنية في الديمقراطية وحقوق المرأة وتوزيع الثروة إلا من بعيد ." أعتقد أنا أن هذا الحكم فيه تعميم يتضمن إغفالاً أو قسوةً على كثير من المثقفين في العراق وفي البلدان العربية الذين واصلوا ويواصلون عملهم التنويري من اجل التغيير لأحوال شعوبهم الى الأفضل في مجالات الحقوق المدنية التي أشار إليها في الديمقراطية وحقوق المرأة وتوزيع الثروة وغيرها من الحقوق الإنسانية ، وتحملوا من اجل ذلك تضحيات لا يستهان بها من إقصاء واضطهاد وغيرها من أساليب الضغط وصولاً الى الاغتيال ..ولن تغيب عن ذاكرتنا مثلا أسماء ستظل خالدةً في سجل المثقفين العاملين في مجالات الدعوة للتنوير والتغيير وحرية التعبير مثل فرج فودة في مصر وقاسم عجام وكامل شياع وهادي المهدي في العراق، وغيرهم ممن لا تحضر أسماؤهم ذاكرتي الآن . والى جانب ذ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram