علاء حسن مقرات قياديي القائمة العراقية داخل المنطقة الخضراء شهدت مؤخرا تمركز دبابات ومدرعات ، وانتشارا لعناصر تابعة لمكتب القائد العام للقوا ت المسلحة ، المعلومة جاءت على لسان النائب عن العراقية عبد الرحمن اللويزي المعروف بتحفظه على الكثير من مواقفها ، وبغض النظر عما قاله النائب فإن اللجوء الى خيار " حديث الدبابة " اصبح احتمالا واردا للخروج من الازمة السياسية "حديث الدبابة " وتجاوزها بقوة السلاح وليس عن طريق الحوار واعتماد طاولة المفاوضات .
ازمة الثقة بين الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية والسابقة ، باتت مستعصية ، والحلول المطروحة مثل عقد اجتماع للقادة السياسيين والعودة الى اتفاق اربيل وطرح مبادرات جديدة لن تضع حدا لحالة سائدة في المشهد السياسي العراقي تمثلت بتناسل الازمات ."حديث الدبابة " واحد من خيارات المستبدين استخدمته انظمة شمولية للحفاظ على وجودها في السلطة ، والشواهد التاريخية كثيرة ، وتكاد تكون المنطقة العربية صاحبة الريادة في استخدامه ، وللعراق الحصة الاكبر عندما تبنى "حديث الدبابة "بسحق معارضيه داخليا والقضاء على الانتفاضات وقتل المشاركين فيها بالاسلحة الكيمياوية ، وبهذا النوع من الحديث خضع العراق لطائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ، يوم(صخم) النظام السابق وجوه جميع العراقيين بغزوه الكويت .بحلول موسم الربيع العربي، اختارت بعض الانظمة "حديث الدبابة " لاعتقادها بانه خير وسيلة للدفاع عن النظام وحزبه الحاكم ، ورئيسه، قبل ان ينضمَّ الى منتدى المخلوعين من الزعماء العرب المقيمين حاليا في دول وفرت لهم الملاذ الآمن ، او من يخضع للمحاكمة بتهم تتعدى أعدادها ايام وساعات وسنوات حكمه .في مصر منع الجيش استخدام دباباته لتكون حديثا للسلطة والحزب الحاكم ، والقوات المسلحة اصطفت الى جانب المحتجين ، حينما شعرب بأن " حديث البعران "سيكون بديلا عن الحديث السائد والمألوف للانظمة في المنطقة ، ونعني به "حديث الدبابة " ولكن ما يعكر اجواء الربيع العربي الاصرار على استخدام هذا الحديث ، والتخلي عن اي اسلوب آخر لحل مشكلة " تناسل الازمات ". الغريب في المشهد السياسي العراقي البعيد جدا عن مواسم الربيع العربي ، بحسب رأي مسؤولين كبار في الحكومة ، انه يستجيب وبسرعة للاستماع الى احاديث من نوع آخر ، يستخدم المفخخات والعبوات وكاتم الصوت ، فأخذ مدياته الواسعة في الساحة السياسية ، ونتائجه كانت تطال المدنيين ، من دون ان تثير المشاركين في الحكومة فاكتفوا بتبادل الاتهامات ، والتلويح باتخاذ مواقف ، تعلن في حينها ، لان لكل حادث الحديث المناسب، وربما يكون عن طريق الدبابة او الاستعانة بدول الجوار ، او فتح ملفات سرية عن تورط قياديين من جهة سياسية معينة بالارتباط بجماعات ارهابية ، وكل هذه الاحاديث ليس ذي جدوى ، لأن الدبابة تحت سيطرة طرف واحد ، وهو صاحب الحق في تحريكها ، واختيار موقعها ، لتكون خاضعة لأوامره، وفي حجرة مدفعها قذيفة مهداد على وشك الاطلاق، لتنسف مقر من يقف وراء تناسل الازمات السياسية .
نص ردن :حديث الدبابة
نشر في: 18 ديسمبر, 2011: 09:24 م