عالية طالبحفل اليومان الماضيان بتسارع أحداث غريبة تزامنت مع انسحاب القوات الأميركية، وضمن توقيت كان لابد له من ألا يكون كذلك، فمن تصريح صالح المطلك العلني ضد رئيس الوزراء الذي وصفه بأنه أكثر ديكتاتورية من صدام حسين إلى هروب سجين خطير متهم بقتل محافظين اثنين إلى المنظر المزعج لضرب مدير سجن السماوة بطريقة توحي بمدى سخرية الأوضاع الإدارية والقانونية والمؤسساتية التي يعيشها العراق،
والى اكتمال المشهد بإعلانات " تلفزيونية" تعدنا بكشف ملابسات أمنية خطيرة توضح تورط شخصية سياسية مهمة وحمايته بعمليات إرهابية واغتيالات لشخصيات مهمة، ثم صمت وسكوت وإبقاء الطبق مستورا كما يقول إخواننا المصريون حفاظا على الوضع الأمني من الانهيار.عن أي انهيار يتحدثون ؟ وعن أية توازنات يبحثون ؟ ولماذا نلجأ إلى التهدئة كلما توصلنا إلى الكشف عن معلومات خطيرة تتعلق بشركاء العملية السياسية والمسؤولين ؟فإن كانت هناك معلومات خطيرة تتعلق بإماطة اللثام عن شخصيات تمارس الإرهاب بغطاء حكومي،فإن الأمر يتطلب وقفة حقيقية لقراءة الأوضاع بصراحة ووضوح وإيقاف مفهوم مسك العصا من الوسط حفاظا على واقع نعيش أزمته كل يوم بسبب هذا الإمساك المتأرجح لعصا باتت لا تخيف أحدا ولا يبالي بها احد ممن يخططون على هواهم ويرسمون خطواتهم بعيدا عن العراق وأمنه ومستقبله ومفهوم القانون والعدالة والحق والحقوق. هذا الواقع المرتبك الذي تم تسريب بعض ملامحه إلى الإعلام ثم تراجعت كل الإطراف عن الكشف الحقيقي يوضح للشعب أين تقف مسيرة العمل السياسي في العراق والتي لم تختلف كثيرا عن اغلب محطات وقوفها السابقة، إذ استمرت ذات التصريحات وربما أكثر صراحة ووضوحا في تحديد أشخاص يعملون ضد نظام الحكم وضد مصالح البلد وبرغم ذلك يبقى الوضع على ما هو عليه ويبقون مستمرين في شغل مناصبهم وامتيازاتهم إلى أن يقرروا هم مغادرة العراق أو الهروب منه " لا فرق كبيرا " في الحالتين ولكن ليس بإرادة حكومية وقضائية وشعبية وسياسية وفضح إعلامي وبيانات رسمية.هنا يحق لنا أن نتساءل.. لماذا نسكت عن وجودهم ؟ وان كان لدينا ما يؤكد كلامنا فأين السلطة القضائية والرسمية في محاسبتهم وكشفهم ؟ ولماذا نبقي أوراقنا مغطاة بانتظار توقيتات سياسية لنشهر أوراقنا التي تدين هذا أو ذاك ؟ ألا يعني سكوت العارفين عن المخطئين والجناة تواطؤا من نوع ما، وألا يعني هذا السكوت إضرارا بمصالح العملية السياسية وحاضر ومستقبل العراق، وان كانت التسريبات الإعلامية قد ذكرت أن هناك من هم في مواقع حساسة وحمايات ويمارسون الاغتيالات، فان هذا يعني أن بعض الشخصيات المشتركة في العملية السياسية وجودها يشكل خرقا امنيا، فكيف يتم ائتمانهم على قيادة العراق والعمل على مصلحته وأمنه واستقراره.
وقفة: اسقطوا ورقة التوت عن "شركاء لا يؤتمنون"
نشر في: 19 ديسمبر, 2011: 07:54 م