اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > تذكّروا السينما العراقيّة

تذكّروا السينما العراقيّة

نشر في: 21 ديسمبر, 2011: 06:40 م

خليل الربيعي دأبت السينما العراقية ومنذ أواخر أربعينات القرن الماضي وإلى يومنا هذا على إنتاج الأفلام السينمائية العراقية التي تحاكي الحقب الزمنية للواقع العراقي والتراثي لهذا البلد وفي شتى مناحي الحياة .. واشتركت هذه الأفلام في مهرجانات عربية وعالمية على الرغم من قلتها مقارنةً بإنتاج الأفلام المصرية أو باقي الدول المحيطة.. ولكن أين ذهبت تلك الأفلام هذه الأيام بعدما محيت من ذاكرة المتابع والمحب للسينما فلا نجد ذكراً للإنتاج السيمي او التلفازي التراثي القديم خاصة
بعد الموجة الهائلة والكم الهائل لإنتاج الأفلام السيمية والدرامية لدول الجوار لاسيما ما أحدثته القنوات الفضائية من جذب للمشاهد والمتابع أمثال روتانا سينما أو روتانا أفلام او روتانا دراما والتي تعرض الأفلام المنتجة والمسلسلات المنتجة أول بأول.. وبقيت السيما العراقية تراوح في مكانها بعدما أفل وهجها وانحسرت على ذكريات ربما نساها أو تناساها البعض عن قصد أو بغير قصد..فبالعودة إلى بدايات السيما العراقية نجد أفلاماً مثل ((علية وعصام وفتنة وحسن والجابي وسعيد أفندي وغيرها)) من الأفلام التي كانت تحكي قصص الشارع العراقي والقرية والمعاناة الإنسانية للمجتمع العراقي على مرّ العصور بطريقة بسيطة وسلسة تدخل قلب كل متابع..فأين نحن اليوم من هذا التاريخ الثري من تاريخ السيما العراقية فعلى الرغم من ضآلة أعدادها فأنها تقوم على جودة في الإنتاج وجودة في التعبير والمعنى.. على عكس ما نراه هذه الأيام من الكم الهائل للأفلام التي تعتمد على السفاهة والتسفيه من دون أي مغزى ثقافي او اجتماعي إلاّ ما ندر.. كما أننا نجد أن هناك فضائيات تحافظ على الموروث الثقافي والفني لهذه الدولة أو تلك عن طريق استذكار وعرض النتاجات السيمية والدرامية التي يمر عليها الزمن خوفاً عليها من الاندثار والتحول إلى إيماءات منسية كما أنها تمثل وثائق عملية لتاريخ الفن لهذه الدولة او تلك.. فأين نحن اليوم من عرض مثل هكذا أفلام.. ونحن نلحظ القنوات العراقية لا تتطرق إلى هذا التاريخ الثري ولا تمد الجيل الشبابي بذلك الموروث من تاريخ السيما العراقية أو الدراما العراقية .. وكأن السيما العراقية غير حاضرة وغير مولودة فقلما نجد برنامج يعيد ادراج الذاكرة ويسبح في فضاءات السيما العراقية ويدغدغ مشاعر المشاهد في استذكار الدراما والإنتاج السيمي العراقي.. فلما لا تكون هناك فضائيات تعرض النتاج العراقي القديم من أغاني او مسلسلات ومسرحيات وأفلام أسوة بما موجود في القنوات الفضائية الأخرى مثل روتانا زمان وغيرها من القنوات التي تعرض الموروث الفني ..وإن لم يكن بالإمكان استحداث مثل هكذا فضائية فبالإمكان أن تخصص القنوات الفضائية العراقية العاملة أوقاتاً خاصة بعرض تلك النتاجات عن طريق برامج خاصة بهذا الموضوع، كأن يكون عن طريق برنامج أسبوعي حتى أن كان شهرياً، فالمهم هو استذكار ذلك التاريخ والتواصل مع التراث الفني الذي يحملنا فيضاً من الشوق والحنين إليه.. فحنينا إلى ((نشيد الأرض والعبخانة وبيوت في ذلك الزقاق والزورق والأسوار والنهر وجرف الملح)) يشدنا إلى طرح مثل هذه الأفكار والمطالبة بإحياء ذلك التراث وتلك الذاكرة الجميلة التي تفوح منها رائحة الأرض العراقية الطيبة.. ويفوح منها عبق الماضي الممتد في جذور النخيل العراقي وبعبق التاريخ الجميل والمنساب في أعماق الجمال والبساطة والحب... وكما يقول المثل الشعبي (من فات قديمة تاه) فلا تنسونا تاريخنا الثقافي وتذكروا ذلك الإبداع الفني وتلك الحقب الزمنية الجميلة .. إجلالاً واحتراماً لمبدعينا من الممثلين والمنتجين والمخرجين وكل العاملين في مجال الدراما والسينما العراقية الذين أصبحوا لا يُذكرون حتى في مفارقتهم للحياة..وهم من قدموا ومنحوا الفن والثقافة أجمل أيام حياتهم وزهرة شبابهم في التفاني في العمل من اجل إيصاله للمشاهد ومن اجل رفد الحركة الثقافية والفنية بالإبداع وارتقاء سلم المجد والتطور على الرغم من البساطة في المعدات والتقنيات آنذاك..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram