كان الصراع بين ألمانيا الهتلرية والعالم الديمقراطي في الحرب العالمية الثانية سببا رئيسا لانفتاح الكثير من الحكومات غير المتحاربة التي أعلنت تأييدها المعسكر الديمقراطي الانفتاح على أفكار هذا المعسكر، الذي آل إليه النصر المؤزر في نهاية الحرب .
وشمل هذا الانفتاح على الديمقراطية العراق في سني الحرب، ومن مظاهر ذلك تأسيس جمعية الرابطة الثقافية من عدد من الشخصيات الديمقراطية والتقدمية في مثل هذا اليوم من عام 1943، وكان الأستاذ عبد الفتاح إبراهيم الشخصية الرئيسة في تأسيسها ، فضلا عن السادة خدوري خدوري وعبد الجبار عبد الله وجمال عمر نظمي وسواهم . وقد ذكر عبد الفتاح إبراهيم ( 1906ـ 2003 ) في ما بعد انه أراد من الجمعية أن تكون نواة لحزب سياسي ديمقراطي اشتراكي . وهو من مؤسسي جماعة الأهالي وقد خرج عليها قبل انقلاب بكر صدقي 1936 لعدم استساغته الاتصال بالعسكريين .    دعت جمعية الرابطة إلى بث الثقافة والروح الديمقراطية وتشجيع النشاط العلمي والاجتماعي وإصدار النشرات والأعمال الثقافية الرصينة والتقدمية تأليفا وترجمة ، وأصدرت مجلة شهرية باسم الرابطة وهي من أرقى المجلات الفكرية التي صدرت في تاريخ الصحافة العراقية . وفي ربيع عام 1946 أسس عبد الفتاح إبراهيم حزب الاتحاد الوطني من عدد من أعضاء الجمعية التي كانت نهايتها على يد وزارة ارشد العمري التي أمرت بحلّها في بدء صراع السلطة مع الأحزاب السياسية التي انبثقت بعد الحرب العالمية الثانية .رفعة عبد الرزاق محمد