عادل العامليمكن القول إن المصور الفوتوغرافي الهنغاري أندريه كيرتيز (1894 ــ 1985) مشهور اليوم بمساهمته الاستثنائية  في لغة التصوير الفوتوغرافي في القرن العشرين. ويقام الآن معرض له بدأ يوم 30 أيلول وينتهي يوم 31 كانون الأول من هذا العام. وهذا المعرض الاستعادي الجوّال، معرض الـ  Jeu de Paume، الذي ينتقل من بعد وينترتور وبرلين إلى بودابست،
يصطحب عدداً كبيراً من الصور المطبوعة والوثائق الأصلية التي تلقي الضوء على الحدّة الإبداعية الاستثنائية لهذا المصور الفوتوغرافي، من بداياته في هنغاريا، وطنه، إلى باريس التي كان فيها بين عامي 1925 و1936، واحداً من العاملين القياديين في التصوير الفوتوغرافي الطليعي avant-garde، وإلى نيو يورك، حيث عاش مدة خمسين عاماً تقريباً من دون أن يلقى النجاح الذي كان يتوقعه ويستحقه.وهذا المعرض بمثابة ضريبة تُدفع لهذا المصور الذي كان الفوتوغرافي الفرنسي هنري كارتييه ــ بريسون Cartier-Bresson ( 1908 ــ 2004 )، أبو الصحافة الصوَرية الحديثة، يعتبره واحداً من أساتذته، ويُظهِر المعرض، ورغم اختلاف الفترات والأوضاع، والموضوعات والأساليب، التماسك والوضوح الذي تتميز به طريقة كيرتيز، ويؤكد أصالته وتفرده الشاعري، معتمداً على عناصر جديدة لتقديم أعماله الفنية كما تخيّلها المصور نفسه، وعاكساً قدر الإمكان المسار الذي اتخذته حياته. وقد انتفع المعرض تماماً من الوثائق الأرشيف، مركزاً بوجهٍ خاص على مجالٍ من عمله غير معروفٍ كثيراً ( بدايات الريبورتاج المصوَّر في باريس ونشر صوره في الصحافة والكتب )، ومحللاً الظروف المحيطة بانبعاثته المتأخرة. والمعرض، باستكشافه انشغالات عمل كيرتيز المتكررة وموضوعاته، يبعث ضوءاً على النتاج المعقد لهذا المصور الفوتوغرافي الذي يصعب تصنيفه، والذي تحدّى نفسه باعتباره " هاوياً " ليس غير.وهكذا فإن هذا المعرض الاستعادي الهنغاري الأول لنتاج كيرتيز قد ضم معاً مجموعة أعماله الكثيرة من الصور المطبوعة والوثائق الأصلية التي تغطي الفترات المختلفة من عمل كيرتيز الفني. وأبان العرض كيف طوّر كيرتيز شاعرية أصيلة للتصوير الفوتوغرافي ــ وهو ما كان يدعوه نفسه بـ " اللغة الفوتوغرافية الحقيقية".rn■ عن:  Duna International College