 بغداد/ سها الشيخلي  عدسة/ أدهم يوسفنصب المسيحيون على ارض الرافدين اكثر من نصب تاريخي يؤرخ وجودهم  الأزلي على هذه الأرض، فهم من سكان العراق الأصليين فهم من جنوب العراق ومن شماله وحضارة آشور وآثارها مازالت ماثلة للعيان تروي مجد ملوكهم وفتوحاتهم ومشاريعهم العمرانية الرائعة،
 ومع بزوغ شمس عيد الميلاد  قرعت اجراس جميع الكنائس في العالم المسيحي ممجدة ولادة نبي الله عيسى بن مريم رسول السلام والمحبة لعالم مضطرب سادته الحروب والمنازعات قبل اكثر من الفي عام  ، وما زال شبح الحرب  والخوف والنزاعات تهيمن على عالمنا اليوم .في بغداد التي اصبح فيها السلام من الاماني الضالة قرعت اجراس  880 كنيسة  لمختلف الطوائف المسيحية إيذانا باقامة القداس .rnاختلاف في الولادة ككل الاديان والمذاهب فقد اختلفت الطوائف المسيحية في تحديد تاريخ ولادة السيد المسيح، عن ذلك يحدثنا المطران متي شليمون من كنيسة السيدة العذراء قائلا : إن ولادة المسيح مذكورة في الإنجيل، ففي إنجيل متى  ولد المسيح في حكم الملك هيرودس في 25 ديسمبر   وفي العصور الوسطى كان الاحتفال بعيد الميلاد يعد احتفالاً ثانويا أو لا يتم الاحتفال به ابداً ، لكن في عام  220 ميلادية  أعلن اللاهوتي ترتليان راعي الكنيسة الشرقية الاحتفال وتلاوة الصلوات بمولد  السيد المسيح   في 25 ديسمبر، ثم مات  سنة 29 بعد الميلاد وقام من بين الاموات بعد 3 أيام من صلبه .rnولادة يسوع ويشير المطران شليمون  إلى ان إنجيل لوقا ومتي يركزان على جانبين مختلفين من حدث ولادة يسوع. أما إنجيل مرقس فيعتبر الأقدم والأكثر قيمة تأريخية حسب المعتقدات الدينية، لكنه لا يحتوي على حدث ولادة المسيح. في إنجيل لوقا، يقول الملاك لمريم أنها ستلد بقوة الروح القدس. تجيب مريم بأنها ما زالت عذراء، ولكن يقول لها الملاك أنه لا يوجد شيء مستحيل عند الله، بعد فترة اخذها يوسف ورحلوا من بيتهم الذي في الناصرة إلى بيت لحم وهي  البلدة التي ينسب لها يوسف وتبعد 150 كيلومتر عن الناصرة، لعمل تعداد سكاني هناك في عهد القيصر اغسطس. لم يجدا أي غرفة في الفنادق، فمكثوا في اسطبل, وهناك ولدت مريم المسيح. ذهب ملاك الرب إلى الرعاة في البرية وبشرهم بنشيد الفرح الْمَجْدُ لِلهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ؛ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ وبذلك ذهب الرعاة ليسجدوا للمسيح. وصل المجوس إِلَى بلاط هِيرُودُسَ الملك في اورشليم وسألوا  أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَقَدْ رَأَيْنَا نَجْمَهُ طَالِعاً فِي الشَّرْقِ، فَجِئْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ . rnبابا نوئيلوعن شخصية بابا نوئيل وهل هي واقعية ام خيالية  يحدثنا أبونا المطران شليمون فيقول:كان اسمه  نيقولاوس  او بابا نويلوهو شخصية حقيقية   من مدينة مورا، اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة.  ، و لم يكن لهما ولد يقرّ أعينهما ويرث اموالهما. ولما بلغا سن اليأس،  رزقهما الله  بهذا الولد واسموه نيقولاس  ، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته. ولما بلغ السن التي تؤهله لتلقى العلم، أظهر من الورع والتقوى  ما دل على أن الروح القدس كان يلهمه من العلم أكثر مما كان يتلقى من المعلم.  ومنذ حداثته وعى كل تعاليم الكنيسة. فقدم شماسا ثم ترهب في احد الاديرة ، فعاش عيشة النسك والتقوى و كان بمدينة مورا رجل غنى جار عليه الزمن وفقد ثروته حتى احتاج لقوت يومه ، وكان له ثلاث بنات تجاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان أن يوجههن للعمل في أحد الحانات بائعات هوى ، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما اعتزمه هذا الرجل، فأخذ من مال أبويه مئة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلا دون أن يشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيرا واستطاع ان يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. و ليلة أخرى كرر القديس عمله وألقى بكيس ثان من نافذة المنزل ،و تمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية. إلا ان والد البنات أراد أن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، وفي المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، أسرع لخارج المنزل ليرى من الذي ألقاه، فعرف أنه الاسقف الطيب القديس نيقولاوس، فخرّ عند قدميه شاكرا ، لأنه أنقذ بناته من العمل في الحانات .rnشجرة عيد الميلادعادة تزيين الشجرة عيد الميلاد، عادة شائعة لدى المسيحيين ، حيث تنصب قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في الإنجيل لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد ، عن اصل تلك الشجرة يحدثنا ايضا  المطران شليمون قائلا :  يعتقد أن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية.وفي