اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > عراقيون في بيت المدى

عراقيون في بيت المدى

نشر في: 26 ديسمبر, 2011: 07:17 م

لعل من أجمل التقاليد التي أرستها مؤسسة المدى وجعلتها نهجاً للوفاء نحو الشخصيات العراقية التي قدمت الشيء الجزيل للمشهد العراقي منذ انبثاق حركة اليقظة الفكرية في تاريخنا الحديث، وفي شتى جوانب الإبداع الفكري وأشكاله،
فضلا عن الجانب الوطني المشرق، هو إصدارها ملاحق خاصة بتلك القامات العراقية الكبيرة ، والاحتفاء بها في اليوم التالي في بيت المدى بشارع المتنبي. فأصدرت في عام 2011، أكثر من أربعين ملحقا لأعلام عراقيين من الجيل التأسيسي الأول للنهضة الفكرية والأجيال التالية، ممن غادرونا أو استمروا بعطائهم إلى يومنا . ولم تكتف المدى بذلك ، بل أحيت في بيتها الثقافي في شارع المتنبي جلسات احتفالية واستذكارية لهذه الشخصيات في صباح كل يوم جمعة ، تحدث فيها جمهرة من كبار الكتاب والمثقفين والأكاديميين العراقيين ، وكانت تلك (الاصبوحات) علامة فارقة في الحياة الثقافية، وعلى مركزها الأول ببغداد شارع المتنبي، فاستقطبت جمهورا واسعا من المثقفين ومرتادي الشارع، حتى أصبح بيت المدى مجلسا أدبيا عامرا بكل جديد. فمن أعلام اليقظة الفكرية احتفت المدى بأسماء لامعة في مسيرة التجديد والتنوير التي ابتدأت في أوائل القرن العشرين ، ومن هؤلاء السيد هبة الدين الشهرستاني ومحمد أمين زكي ومحمود احمد السيد ومصطفى علي وعبد المسيح وزير وساسون حسقيل وطه الراوي وفهمي المدرس وعباس العزاوي وعبد المحسن الكاظمي وسواهم ، وشخصيات سياسية مرموقة مثل عبد المحسن السعدون ومحمد حديد ، كما لم تغفل المدى عن إحياء ذكرى أدباء وكتاب غمرهم العقوق والنسيان، كالراحلين جعفر الخليلي ومحمود العبطة ومهدي المخزومي وحافظ جميل ويوسف مسكوني وسواهم. وكانت أسماء علماء ومحققين وباحثين عراقيين موضع الاهتمام والتقدير ، فجرى الاحتفال بهم أمثال عبد الجبار عبد الله وكامل مصطفى الشيبي وكوركيس عواد وهلال ناجي وعباس العزاوي وخليل العطية . أما الشخصيات النسوية ، فقد احتفي برائدة النهضة النسوية صبيحة الشيخ احمد والفنانة الرسامة نزيهة سليم والمعمارية الكبيرة زهاء حديد . وتنوعت جلسات الاحتفال بالقامات العراقية المبدعة أدبيا وفنيا ، ممن كان لها وقعها الخاص في المشهد الإبداعي العراقي ، وكان تأثيرها مباشرا في ذلك المشهد ، في الوقت نفسه الذي شهد إغفالا تاما من المؤسسات الرسمية التي تدعي المسؤولية الثقافية، فبقيت على هامش الحياة الثقافية !! . احتفت المدى في العام 2011 بمهدي عيسى الصقر ونجيب المانع وكاظم حيدر وشاكر حسن آل سعيد ونزار سليم وحافظ الدروبي ومحمد غني حكمت وقاسم محمد وعوني كرومي والموسيقار صالح الكويتي والكتبي الكبير قاسم الرجب والممثل القدير سليم البصري ، كما لم تنس شهيد الحرية والكلمة هادي المهدي . ولم تكن استذكارات المدى حصرا بأسماء الراحلين فحسب ، بل أصدرت أعداداً خاصة من ملحقها (عراقيون) لشخصيات عراقية كبيرة لم تزل تجزل العطاء لحياتنا الثقافية على الرغم مما مر به العراق من مثبطات ونكبات سالت بها الدماء الغزيرة واحترق ما احترق ، فكان الاحتفال بالسادة سالم الآلوسي وعبد الحميد الرشودي وكمال مظهر احمد ومظفر النواب ومحمود صبري ومحمود عبد الوهاب وفوزي كريم وناظم رمزي ومحمد الملا عبد الكريم . لقد كانت جلسات الاحتفال بهذه الأسماء المهمة في المسيرة الفكرية في العراق ، مناسبات أدبية حضرها جمهور غفير ابدوا إعجابهم باستذكار هؤلاء المبدعين وآثارهم التي ساهمت بقدر كبير في تكوين المشهد الثقافي وبنيته الإبداعية والتجديدية . ومحاولة لديمومة مفاصل الحياة منذ أيام ( الزمن الجميل ) إلى يومنا هذا برغم التحديات والمخاطر . إن المنجزات المعرفية والإبداعية التي قدمها المحتفى بهم في السنة المنصرمة ، كانت المعيار الرئيس في اختيارها واستذكار جهدها الفائق ، وهو المعيار نفسه الذي يجري على الشخصيات المحتفى بهم في قابل الأيام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram