بسبب الصراعات السياسية وما تخللها من مظاهر مسلحة في عهد الوزارة الهاشمية لعام 1935ـ1936 ، قررت الحكومة العراقية تجميد الحياة الحزبية . واستمر هذا التجميد بعد انقضاء عهد الهاشمي لسنوات طويلة ، غير أن انتهاء الحرب العالمية الثانية باندحار المعسكر النازي والفاشي وانتصار المعسكر الديمقراطي ، أدى إلى التفكير بإعادة الحياة الحزبية ورفع الإجراءات الاحترازية ، وكانت السفارة البريطانية ببغداد تدعو إلى ذلك .
وفي مثل هذا اليوم من عام 1945 ألقى الوصي على العرش الأمير عبد الإله خطابا دعا فيه إلى تغيير مسار العملية السياسية وأسلوب الحكم الذي فرضته ظروف الحرب ، بأن تتألف أحزاب تعبر عن وجهات النظر المختلفة بوجهة ديمقراطية سليمة . وقد أكد معظم معاصري تلك الفترة أن الخطاب جاء بنصيحة بريطانية . لم يستشر الوصي أحدا من الوزراء أو يطلعهم عليه ، وأسرّ إلى أصدقائه أن يوحوا إلى رئيس الوزراء حمدي الباجه جي بضرورة الانسحاب من الحكم تمهيدا لتأليف وزارة جديدة تتبنى ما جاء في الخطاب . فعهد إلى توفيق السويدي بتشكيل وزارة جديدة في 23 شباط 1946 ، دشنت عهدها بإلغاء الرقابة على الصحف وإنهاء الأحكام العرفية وإغلاق معسكرات الاعتقال . وتقرر بعث الحياة الحزبية ، والإيعاز إلى وزارة الداخلية بتسهيل إجازة الأحزاب السياسية وفق قانون الأحزاب ، فتقدمت الأحزاب للعمل السياسي بطلبات إجازتها ، فرفض حزب واحد هو( التحرر الوطني ) واعتبر واجهة للشيوعيين ، وأجيزت خمسة أحزاب هي : الوطني الديمقراطي ، الاستقلال ، الشعب ، الاتحاد الوطني ، الأحرار . غير أن هذه الإجراءات سرعان ما تراجعت عنها الوزارات التالية ليعود الصراع السياسي بانبثاق حركة وطنية معارضة كان لها دور مشهود في تطور العراق السياسي .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم:إحياء الحياة الحزبية
نشر في: 26 ديسمبر, 2011: 08:30 م