TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن:عذراً ميسون الدملوجي.. نريد أن نعرف أسماء القتلة

العمود الثامن:عذراً ميسون الدملوجي.. نريد أن نعرف أسماء القتلة

نشر في: 26 ديسمبر, 2011: 09:59 م

 علي حسينيبدو اليوم أن لا صوت أعلى من صوت الملفات المخبأة بين دولة القانون والعراقية، فالكل يرفع شعار "أنا املك الحقيقة"، فمنذ أن تفجرت قضية طارق الهاشمي، وأصحاب الملفات يواصلون نشاطهم بحماس في كل الأوقات، في الحكومة تعامل رئيس الوزراء مع شركائه السياسيين من فوق ملف ظل درج مكتبه كما أخبرنا ثلاثة أعوام وهو واحد من ملفات.
 قال عنها المالكي انه يحتفظ بها وهي تثبت تورط أطراف سياسية بجرائم موثقة، طبعا الملفات ستبقى في طي النسيان إذا لم يقترب احد من القلعة الحصينة لمجلس الوزراء، وفى العراقية لوح أكثر من عضو بأنهم يحتفظون بملفات تدين جهات سياسية بممارسة القتل وسيضطرون في يوم من الأيام الى تقديمها على الهواء مباشرة، بالطبع هذه ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها أفواج الملفات لتقض مضاجع الناس وتحرق ما تبقى من مساحة الأمان والطمأنينة لديهم، لو رجعنا بالذاكرة إلى الوراء سنجد حضورا طاغيا لإستراتيجية الملفات في المعركة على منصب رئيس الوزراء بين علاوي والمالكي، كل ذلك يكشف لنا إلى أي حد تعطلت لغة السياسة والحوار ليدخل الجميع في مرحلة الضرب تحت الحزام.. قبل أيام فتح المالكي درج مكتبه فأخرج ملفا يتعلق بنائب رئيس الجمهورية، وبالأمس فقط، قررت القائمة العراقية ان تفتح خزانة أسرارها وتسارع باستدعاء ملف المغدور هادي المهدي، فقد اكدت المتحدثة باسم العراقية النائبة ميسون الدملوجي أن لديهم ملفات تثبت تورط مقربين من مكتب رئيس الوزراء ومسؤولين آخرين بـالإرهاب وبـمقتل الإعلامي هادي المهدي.ولأنني أثق تماما من أن السيدة ميسون الدملوجي لن تدخل لعبة الملفات الملغومة، وباعتبارها واحدة من السياسيين الذين يدركون أن الوطن اكبر من الحزب والعشيرة والأسرة، ولكن بما أنها لوحت بإحدى الملفات الخطيرة فان من حقنا عليها ألا تكون هناك أقوال بل أفعال، ولعل أول فعل أخلاقي نطلبه منها ان تخبر العراقيين جميعا بأسماء الذين قتلوا واحدا من أروع واصدق أبناء هذا البلد -هادي المهدي-، لنرد الاعتبار إلى ولديه "هيوا ونالي" والى ابنته الصغيرة "حنين" والى ذكرى صديق أصر على الكلام في أزمنة الصمت. السيدة ميسون، لقد شكلت جريمة قتل هادي المهدي، نقطة سوداء في جبين العراق الذي توهم أبناؤه أنهم طووا صفحة صدام بكل ما فيها من دكتاتورية وظلم وإرهاب، وان المستقبل سيفتح لهم أبواب الحرية والديمقراطية، فإذا بساسة اليوم يفتحون أبواب القتل المجاني والذبح على الهوية وإخراس أصوات الحق والعدل بكواتم الصوت، وهي تكرار لجرائم كثيرة ارتكبت وسترتكب في المستقبل وإن اختلفت التفاصيل والوجوه، فالذي حدث أن مواطنا فقد حياته بمنتهى البساطة لأن القانون جرى تغييبه وتجاوزه بمعرفة من هم مسؤولون عن تطبيقه والدفاع عنه، وأن المتهم واحد من البصرة إلى بغداد، شخص ما قرر أن يطلق الرصاص على القانون ويتصرف منطلقا من إحساس متضخم بالسلطة والنفوذ.السيدة ميسون، يرتكب معظم ساستنا كل الأخطاء ويمارسون الفشل على نطاق واسع، لكنهم يلصقون إخفاقهم وعجزهم عن تقديم مشروع وطني بالملفات التي يحملونها في الأدراج السرية ، فهم مارسوا الفشل في كل مجالات الأمن والخدمات والسياسة، لكنهم غالبا ما يعلقون اخفاقهم وعجزهم بشماعة الارهاب والأجندات الخارجية، وكلما طالب صوت بالإصلاح السياسي سارعوا باستدعاء كوابيس المفخخات والعبوات اللاصقة وأشهروا كواتم الصوت.المطلوب اليوم ان نقف جميعا امام أصحاب الملفات المخبأة كي لا تغيّب الجرائم في الأدراج المظلمة، وكي لا يتحول امن المواطنين إلى مجرد خطب وضجيج تتوارى خلفها ملفات مهمة تتعلق بامن الناس ومستقبل أبنائهم وألا يستمر السياسيون في ممارسة ألاعيبهم للتغطية على الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق العراقيين، ولا يمكن لأحد أن يظل صامتا مشاركا في سيرك الشعوذة السياسية الذي يريد له البعض أن يبقى منصوبا إلى الأبد، فالأجدى والاهم للعراقيين اليوم أن نسعى جميعا لكشف كل المجرمين ومن يدعمهم وألا يظل القاتل منتشيا بجريمته متفاخرا بها، وان يكون صوتنا عاليا وجريئا يخرس جميع القتلة وسراق أفراح وأحلام العراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram