اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المالكي يقتحم عرين الأسد

المالكي يقتحم عرين الأسد

نشر في: 27 ديسمبر, 2011: 07:12 م

لينا مظلوم مع عبور آخر جندي أميركي  حدود العراق..تقمص المالكي الدور الجديد على المسرح السياسي العراقي,و دخل بكل حماسة عاشق ملهوف!! إلى العرين ليمتطي أسد الدكتاتورية و القبضة الحديدية.. بعد-كما يبدو- تلقيّه جرعة تطمينات من الحليف الإيراني تضمن للمالكي عدم السماح لرياح التغيير و التحرر التي هبّت على المنطقة العربية باجتياح الشارع العراقي..ضمانات راهنت على الفوضى و الدمار النفسي و المادي الذي مارسته و خلّفته القوات الأميركية عبر 9 سنوات..حتى تخلصت أميركا من ورطة الملف العراقي وألقت به فريسة سهلة لنفوذ و سيطرة الشريك الإيراني.
الرهان الإيراني على سكون و رضوخ الشارع العراقي اعتمد على عدة أسباب:منها، تراكمات عشرات السنين من الحكم الدكتاتوري ..مما اضعف عنفوان و تمرد الشخصية العراقية إلى درجة الرضوخ لفكرة(القائد الضرورة).. الذي انتهج وضع الشعب العراقي تحت إنكسار و ضغط المطالب الحياتية كي يحرمه فرصة المطالبة بحقوقه في الحرية و الديمقراطية و العيش الكريم الذي يستحقه شعب أغنى بلاد المنطقة العربية.. و هو درس استوعبه المالكي ممن سبقه قبل الغزو الأميركي على العراق.السبب الثاني ,حالة التشتت و الانقسام في الشارع العراقي ..و هو ما يناقض أهم فكرة حققت نجاح الثورات العربية..مبدأ التوحد..حين قررت شعوب تونس, مصر, اليمن و سوريا خوض معركة التحرر,تركت كل فصائلها وانتماءاتها, و توحدت تحت راية الثورة على الفساد و الظلم و الدكتاتورية.. بينما تسبب الاحتلال الأميركي في خلق حالة من العداء والاقتتال بين مكونات الشعب العراقي بعد أن شكلت عبر تاريخ العراق لوحة(موزاييك) نتباهى بجمال تجانسها.وضع المالكي رهانه على الأوراق السابقة و نقل ممارسته الدكتاتورية بعد الانسحاب الأميركي من عتمة دهاليز المنطقة الخضراء إلى الممارسة المكشوفة لينتهك القوانين و السلطات التشريعية و التنفيذية والقضائية..مطاردا خصومه بالسجن أو الإقامة الجبرية أو الطرد ..متجاوزا سلطاته ..بل كل السلطات التي تطبق في بلاد العالم!! و الأدهى انه أطلق جهازه الإعلامي كي يروج في البرلمان لفكرة حق المالكي في الترشح لمنصب رئاسة الوزارة للمرة الثالثة..و مما يدعم وجود هذه النيّة لدى المالكي.. البداية السريعة التي اختارها للتخلص من خصومه و إبعاد كافة أطراف العملية السياسية في وقت اشد ما يكون الوضع في العراق حاجة إليهم.الدرس الآخر الذي استوعبه المالكي من الحليف الإيراني.. فن المناورة مع الأميركان لخدمة احتكاره السلطة.. مرة باللعب على وتيرة التصدي للتيار الصدري..و الأخرى بمحاربة بقايا حزب البعث..و الثالثة بالوعود عن جهوده الناجحة في ضبط الحالة الأمنية بالعراق.. و سياسته في بناء أسس عراق ديمقراطي!!! و أميركا تريد تصديق هذه المناورات كي تظهر أمام العالم خروجها (المشرِّف) من ورطة الملف العراقي .كل الأوراق السياسية التي راهن عليها المالكي حققت له الغاية المطلوبة منها.. لكن –و هنا السؤال الأهم- هل ترتقي هذه الأوراق إلى صلابة الثوابت السياسية التي يستند إليها أي ديكتاتور ؟؟ و تصلح أن تكون ضمانا طويلا لاستئثاره بالحكم؟؟.. مثلا , مع حالة سكون و رضوخ الشارع العراقي للدكتاتورية ..هو في ذات الوقت اكتسب أيضا تجاهها حساسية شديدة تجعله أقرب إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار بأي لحظة في وجه الدكتاتور-وقد ظهرت البوادر منذ أشهر مع اندلاع التظاهرات في مختلف محافظات العراق- و عندها..لن تصبح حالة الانقسام العراقي عائقا أمام هذا الانفجار.. الكل سيشعر انه ضحية للظلم و الفساد و الدكتاتورية كما كان كل عراقي ينال نصيبه منها بالتساوي زمن صدام حسين.. فالدم الذي سال على مدى9 سنوات كان عراقيا..لم نعرف له تغييرا في اللون أو الصفة بناء على اختلاف الطائفة..و قد بذِل في سبيل الوصول إلى حلم حرية التعبير عن الرأي..بينما واقعيا, إستفاق الفرد العراقي على كابوس..أيضا المالكي- بحكم ممارسته اللعبة السياسية - يدرك انه في السياسة لا توجد صداقات و لا عداوة دائمة ..هي فقط لعبة مصالح.. إذاً ,حتى إيران التي يعتمد المالكي كليا على دعمها لا تدخل ضمن الثوابت..إذ تشير التوقعات السياسية –وهي مقرونة بدلائل منطقية- إن أميركا تدعم  فكرة ظهور(الهلال السنّي) في شمال إفريقيا كي تضمن عدم وقوف التيارات الإسلامية ضدها و هي تعد المسرح العالمي للضربة التي تنوي توجيهها إلى إيران.سياسة المالكي حاليا تهدد العملية السياسية في العراق بالانهيار والسقوط في كارثة ستكون عواقبها خطيرة. كاتبة عراقية مقيمة في القاهرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram