اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "العلّاكة" السوداء.. مستعمرة سرطان متنقلة!

"العلّاكة" السوداء.. مستعمرة سرطان متنقلة!

نشر في: 27 ديسمبر, 2011: 07:29 م

 بغداد/ وائل نعمة  عدسة/ أدهم يوسفيرمي البائع مشتريات الشاب في كيس شفاف... يعترض المشتري على اللون ويفضل تغييره إلى الأسود...الرجل ذو الشعر الرمادي الذي يقف خلف طاولة خشبية وتصطف وراءه أنواع السكائر الأجنبية وأكياس تحمل دعايات لأنواع من علب التدخين،
 يبتسم للشاب كلما دخل باب المتجر ويهيئ له الكيس الأسود قبل أن يطلبه... كان يعتقد أن المشتري متزوج حديثا ويسكن مع أهله ويخشى من والدته أن تكتشف ما يجلبه لزوجته في ذلك الكيس فتبدأ غيرة الأم المشروعة، لذلك يفضل اللون الأسود حلاً مرضيا لجميع الأطراف !... حين كاشفه بما كان يتوقعه بطريقة كوميدية بعد أن أصبح الشاب زبونا دائم التردد على المحل،استغرب من كلامه وأكد له أنه يخشى حارس العمارة التي يسكن فيها لأنه فضولي لدرجة كبيرة ،وأنه غير متزوج...ارتبطت الأكياس السوداء في حياتنا مع رغبتنا في وضع حد لتدخل الآخرين في خصوصياتنا ...قناني الخمور، والفوط الطبية النسائية ،وباقي الأشياء التي توضع عليها إشارة (تابو) - محرمات -  لدرئها عن عيون الناس.rnمن العبوات الناسفةإلى الخضراوات بالمقابل، يتخوف العراقيون من شكلها لأن الكثير من العبوات الناسفة والقنابل اليدوية نقلت عبر عتمة هذه الأكياس فأصبحت مثار شبهة لمن يحملها ...بيد أن الموضوع تطور أكثر ليصبح الكيس الأسود أكثر انتشارا في تغليف المواد الغذائية من خضراوات وفواكه وحتى اللحوم والأسماك...وتعلقت – الأكياس -  فوق الأعمدة الكهربائية واحتضنت الأسلاك الشائكة بعد عاصفة ترابية حملتها من الأرض ..."كيف ستجلب الطماطة والخيار والتفاح إلى البيت"؟ يقول الكيس" هل "ستضعها في جيبك"؟...هناك من يقول "لماذا لا نرجع إلى "العلاكة" القماش المطرزة بخيوط منزلية التي كانت تحملها أمهاتنا في السوق  أليست أفضل ؟...أو نستخدم الأكياس الورقية! الإشارات المهمة التي أوضحها متخصصون حول خطورة استخدام الأكياس البلاستيكية في حفظ الأطعمة والمواد الغذائية تتوسع لدرجة اصبحت فيها أكثر المواد الغذائية تماساً مع الكيس، والكثير من الناس تغض النظر عن النتائج الخطيرة التي تؤكد أن نقل أو حفظ الأغذية ضمن هذه الأكياس يشكلان خطورة على الصحة ويزيدان من فرصة الإصابة بالسرطان وخصوصا أن المادة الكيميائية التي تدخل في تركيبة البلاستيك يمكن تفاعلها مع المادة الغذائية لتذوب المواد الضارة في الغذاء وهذا ما يعتبره علي حافظ أستاذ الكيمياء في الجامعة المستنصرية  "أمرا خطيرا يقتضي البحث عن بدائل وليس الإفراط في استخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية" ، ويقول : أكياس النايلون البيضاء أقل خطورة من الأكياس السوداء وهي تصنع من مادة بولي ايثلين، ومن المفترض عدم وضع الطعام الساخن فيها لأنها تسبب ضررا إذا تم تكرار استخدامها بشكل مستمر، فسيؤدي هذا الى وجود متبقيات من مادة البلاستيك في دم الإنسان .rnالخطورة بعد تحلل المادة البلاستيكية ويضيف  أستاذ الكيمياء: أن أكياس النايلون هي عبارة عن جزيئات طويلة ومتكررة قادرة على التحلل؛ إذ أنها عبارة عن مادة كيميائية ميتة موجودة في أكياس البلاستيك وتزداد خطورتها عندما لا تتحلل بعض الجزيئات مما يؤدي إلى تفاعلها مع الأطعمة التي توضع فيها".ويتابع أستاذ الكيمياء "أن المواد البلاستيكية تضاف إليها أصباغ لإعطائها اللون الأسود فتتسرب الملونات إلى السلع الغذائية وتذوب فيها، مسببة مشكلات صحية للإنسان، وهناك نوعان من الأكياس الملونة ؛  الجديدة والمدورة ،والثانية أشد خطرا من الأولى كونها تتعرض لعمليات حرارية تصل من 900-1300 درجة، تؤدي إلى تفكيك المواد الأساسية المكونة للبلاستيك الأصلي أو الملون، وانتقالها للطعام ومن المفروض ألا يستخدم البلاستيك المدور في حفظ الأغذية . أكياس النايلون السوداء يمكن أن تصلح للقمامة على ألا تتعداها للمواد الغذائية، لكن ما يحدث هو العكس لنجد هذه الأكياس في المتاجر والأسواق لتعتمد وبشكل أساسي في نقل المواد الغذائية.أكياس مجهولة المصدر!في أحد أسواق بغداد لبيع الخضراوات والفواكه،حيث الملوثات تنتشر في كل أرجاء المكان...المياه الآسنة تستقبلك والنفايات تودعك في آخر السوق ...قد يستغرب البعض أن نترك كل هذه السلبيات ونتحدث عن خطر "العلاكة السوداء"...ليس إهمالاً أو تغاضياً عن الحقيقة،ولكن الأكياس البلاستيكية لا تقل خطرا عن باقي الملوثات لاسيما إذا عرفنا أن هذه الحوافظ تسبب أمراضا كثيرة تصل الى السرطان.يقول معاون مدير الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور محمد جبر: " إن أية مادة معادة هي غير صحية ،والأكياس البلاستيكية حين تكون معادة وغير مطابقة للمواصفات الصحية وغير مفحوصة إشعاعيا، قد تكوّن خطرا كبيرا يؤثر في الإنسان والبيئة . مشددا على ضرورة أن ينتبه المواطن الى شكل الحافظة إذا كانت قديمة أو جديدة أو أنها استخدمت في حفظ أشياء اخرى غير المواد الغذائية ". ومن جانب آخر، يحذر جبر من خطورة استخدام الأكياس المنفردة غير المعروف مصدرها التي لا تحمل علامة تجارية ول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram