TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلاكيت :الـ(FBI) سينمائياً

كلاكيت :الـ(FBI) سينمائياً

نشر في: 28 ديسمبر, 2011: 07:17 م

 علاء المفرجي لا جديد في أن أفلام السيرة، فرضت حضورها على الإنتاج السينمائي العالمي في العقود الثلاثة الأخيرة بشكل لافت، وليس جديداً أن تستقطب قبولاً نقدياً وجماهيرياً متميزاً.. لكن الجديد أن تشاهد في هذا النوع من الأفلام ما تبحث عنه.. ولا نعني هنا التوقف عند السيرة الحياتية والمهنية للشخصية موضوع الفيلم، فهذا ما توفره لنا الوثائق وكتب التاريخ بل عن الظروف التي تحيط بسيرتها، واستبطان أغوارها لإضاءة جوانب وتفاصيل عنها غير معروفة للمتلقِي،
 هذا ما فعله كلينت ايستورد في فيلمه الجديد (جي ادغار) الذي هو في ظاهره سرد لسيرة حياة مؤسس مكتب التحقيقات الفيدرالي لـ(FBI) الأميركي، وفي داخله الوقوف عند أهم المحطات في التاريخ الأميركي الحديث.الفيلم الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي الأخير وهو العرض العالمي الأول له يمسح خمسين عاما من التاريخ الأميركي من خلال شخصية (جي. إدغار هوفر) الذي ترأس مكتب التحقيقات الفيدرالية ووضع له تقاليد عمله على مدى هذه السنين، التي عاصر فيها ثمانية رؤساء وثلاثة حروب.وقد استطاع المخرج ايستوود أن يقف في هذا الفيلم عند أهم المراحل المفصلية في التاريخ الأميركي الحديث على خلفية سيرة رجل كانت مهمته حماية بلاده وأسراره الشخصية التي وقف عندها الفيلم وبطريقة سرد مبتكرة بما يقدم إضاءات على جوانب مخفية من حياته وتاريخ بلاده، لم يكن هوفر يثق بأحد سوى دائرة ضيّقة مقربة منه تتمثل بسكرتيرته هيلين غاندي وزميله كلايد تولسون المطّلع على كل مشاريعه الاستخباراتية، ووالدته (جودي دينش).. وركز المخرج على فلسفة إدغار في العمل لخدمة بلاده التي ترتكز على طرق كل الأساليب لتبرير غايته... استعان ايستوود في هذا الفيلم بعدد من أهم الممثلين الآن، وفي مقدمتهم ليوناردو دي كابريو الذي قدم أحد أهم أدواره في السينما خاصة مع تقمصه شخصية إدغار في مراحل زمنية مختلفة تصل به إلى الشيخوخة، إضافة إلى المخضرمة جودي ديتش، وأومي هامر، ونعومي واتس.لم يكتف ايستورد في فيلمه هذا، بالوقوف عند هذه الشخصية الإشكالية التي تعد الأقوى على مدى أكثر من نصف قرن في دائرة القرار السياسي الأميركي، بوصفها شخصية فرضت حضوراً مهماً في أوساط مؤيدة ومعارضة، منحته قوة استثنائية في إبراز خصوه من خلال شبكة من العلاقات فرضها عمله في المكتب والتي جعلته يلج الأسرار الشخصية لأهم الشخصيات الأميركية. وربما كان ذلك احد أهم الأسباب التي جعلته في منصبه ما يقرب من نصف قرن، خلافاً للتقاليد الإدارية في بلده.نقول إن ايستورد لم يكتف بهذه الخلفية البانورامية عن شخصيته بل راح ومن خلال مونتاج ذكي أن يحفر في دواخلها لتتعرف عن إنسان يعاني عقدة الارتياب، أو من خلال إشارات تؤكد مثليته خاصة في علاقته مع زميله (كلايد تولسون) او في علاقة الحب المجهض مع أمينة سره (نعومي واتس)، أو من خلال السلطة المطلقة لامه عليه. في فيلمه هذا يكرس ايستورد أسلوبه في أفلام السيرة، الذي تجلّى بشكل واضح في فيلمين له هما (الطائر) عن احد أشهر عازفي السكسفون في أميركا، و(انفكتوس) الذي يتناول سيرة المناضل الجنوب إفريقي نيلسون مانديلاً.. وهو أسلوب يجعله ينفرد بهذا النوع من الأفلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram