TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :الناركيلة إمبريالية

نص ردن :الناركيلة إمبريالية

نشر في: 28 ديسمبر, 2011: 08:15 م

 علاء حسن طيلة الأيام الماضية وتحت ضغط الأزمة السياسية حاول معظم العراقيين الهروب من الأجواء المشحونة بالتوتر ، بالانتقال إلى دول العالم الأخرى للاطلاع على استعدادات احتفالاتها بقدوم العام الجديد ، عبر شاشات الفضائيات ، وتركوا وراء ظهورهم تداعيات الأزمة وامتداداتها وتفاعلاتها ، على  الرغم من أنها أثارت في نفوسهم القلق والمخاوف من العودة إلى المربع الكارثي .
 متعة العراقي في متابعة أحداث وقضايا أخرى تصطدم أحيانا بخبر عاجل عن انفجار سيارة مفخخة أو وصول مسؤول أميركي لاحتواء الأزمة،  أو إعلان القبض على متورطين من عناصر حماية احد المسؤولين في تنفيذ أعمال تفجير في العاصمة ، وعلى هذا المستوى من الأخبار العاجلة ، يضطر المواطن من شعب" المكاريد " على حد تعبير الزميل الشاعر والكاتب محمد غازي الأخرس ، للذهاب إلى النوم مبكرا ، ثم النهوض في ساعات الصباح الأولى ليخوض جولة اجتياز السيطرات للوصول إلى مكان عمله ، ويده على قلبه من مفاجآت  الطريق .في أيام احتدام الأزمة اتخذ مجلس محافظة ميسان إجراء بغلق جميع المقاهي لتعاطي روادها "النركيلة " ، وذكرت وكالة أنباء محلية نقلا عن عضو في المجلس قوله ، إن الإغلاق جاء نتيجة شكاوى قدمها أهالي الأحياء في المحافظة ، نظرا لما يسببه رواد المقاهي من متعاطي الناركيلة من إزعاج وضجيج أثناء متابعتهم الدوري الأوربي ، وأكد المسؤول أن ظاهرة تعاطي الناركيلة طارئة على المحافظة ، محملا قوات الاحتلال مسؤولية   الترويج لها في مناطق معروفة بتقاليدها العشائرية ، ولوح المسؤول بعقوبات مشددة بحق أصحاب المقاهي التي تقدم النركيلة ، لأنها بحسب اعتقاده اختراع وابتكار امبريالي للسيطرة على الشعوب وسرقة ثرواتها ، ويبدو أن المسؤول في داخله رغبة لم يعلن عنها  في تنظيم تظاهرات احتجاجية لطرد متعاطي الناركيلة من المحافظة أو اعتقالهم بتهمة العمالة والترويج للأفكار الهدامة ، التي بثها المحتل في العراق فجعل نصف شبابه عملاء له بتعاطيهم النركيلة الامبريالية .ليس مستبعدا أن يكون للقوات الأميركية الدور الكبير في تعاطي المخدرات في بعض المحافظات ، وفي زمن النظام السابق شاع تعاطي حبوب الهلوسة للهروب من الواقع ، و"المكبسل" وقتذاك لايتعرض لعقوبات إلا إذا كان "فرارا " من وحدته العسكرية أو شتم  الحزب القائد أو مسؤول كبير ،من دون وعي لأنه خاضع لتأثير "الكبسلة" ، ومن يتعاطى المخدرات أو يتاجر بها فعقوبته الإعدام ، ونتيجة ذلك أصبح خيار اللجوء للمفرد المختوم أو "عرك  هبهب أبو الطبة " أجلّكم الله هو الأفضل لدى الشباب والكبار . في سنوات الحملة الإيمانية  أغلقت البارات والنوادي  وتحولت دور السينما إلى مخازن للمواد الإنشائية ، ومسارح لعرض المهازل اليومية ، مسرحيات هابطة بطولة أبو يافوخ ، وطارش طركاعة ، وسلمان شامية ، هؤلاء النجوم كانوا يقدمون مهازلهم في بغداد ، ثم ينتقلون إلى المحافظات ، وفي ميسان التي منعت تعاطي الناركيلة ، تصدى لجوقة النجوم مثقفو  المحافظة ، واجبروا "النجوم " على الرحيل بليلة سودة والعودة إلى العاصمة ، لان المثقفين رفضوا تشويه تراث ميسان الفني بمهزلة من بطولة أبو يافوخ وفرقته التعبانة .، ويبدو أن المسؤول المحلي لم يطلع على هذا الموقف فأصر على حماية الشباب من الناركيلة الامبريالية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram