خليل جليلبعد ان اجمعت كل الآراء المنطقية والتحليلات الصائبة بأن مباراة الشرطة والقوة الجوية في الجولة الماضية من منافسات دوري النخبة على اساس كونها قمة حقيقية عاش انصار الفريقين وكل عشاق الكرة العراقية وقتا ممتعا مع اثارتها ولمحاتها الكروية التي افتقدنا لمثيلاتها منذ زمن، ينتظر غداً الاحد عشاق الكرة وكذلك الزوراء قطبا المسابقة قمة حقيقية ثانية نريد ان نعيش متعتها وفصول اثارتها مرة ثانية
في الوقت الذي اخذت فيه الانظار تتجه الى هذه الموقعة الكروية التي نريدها ان تكتسي ثوب القمة الحقيقية لكي نضرب معها موعدا جديدا من الفنون الكروية لتتحفنا بها مثلما اتحفتنا مباراة الشرطة والصقور الاثنين الماضي عندما تحولت الى مواجهة ساخنة بددت موجات البرد التي اجتاحت ملعب الشعب الدولي في ذلك اليوم.وعندما نتحدث هنا بشكل استثنائي عن هذه المباراة المنتظرة سواء لأنصار الزوراء او الشرطة وحتى لكل محبي الدوري ومتابعيه فاننا ننطلق من خصوصية الفريقين وتاريخهما العريض في صفحات مسابقة الدوري بكونهما رمزين من رموز المسابقة وقطبين من اقطابها الجماهيرية وهذا ما يحمّل الفريقين مسؤولية التعامل لإمتاع جمهورنا الكروي بفنون كرة القدم وان يرتقيا الى مكانتيهما المعروفتين في منافسات الدوري وان يقدما واحدة من اهم اللقاءات المنتظرة بينهما.ولو نظرنا الى طبيعة المنافسة التقليدية بين هذين القطبين الزوراء والشرطة وعدنا الى الوراء نستذكر تاريخ صراعهما الكروي لنجد ما هو يتخطى بمسافة بعيدة كل حدود المنافسة المتعلقة بترتيب هذا او ذاك عل اللائحة بقدر ما يتعلق الامر بصراع له وجه آخر وشكل مغاير ينطويان على نمط خاص من الصراع المستند على اثبات الذات واجتياز كل اشكال التحدي الازلي بين الطرفين.ولعل قرار اتاحة المجال امام كل عشاق الفريقين وامام انصار بقية الفرق الاخرى وفتح ابواب ملعب الشعب الدولي امام الجمهور للدخول وحضور هذه المباراة المرتقبة مجاناً لابد ان يأتي هذا القرار من خصوصية هذه اللقاءات التي تهتز لها عادة وفي كل موسم جنبات ملعب الشعب عندما تتحول مثل هذه المباريات الى قبلة عشاق كرة القدم بفضل مسحتها التاريخية وخصوصيتها في اجندة مسابقة الدوري حيث كانت هذه المباريات تحفر تاريخها في ذاكرة عشاق الزوراء والجوية او الشرطة والطلبة ، ذاكرة محبي اقطاب العاصمة الاربعة وركائز روحية كرة القدم المحلية.فبعد ان قدّم الجوية والشرطة في الجولة الماضية لوحة كروية رائعة وفق منظور وتصورات وآراء اهل الكرة عندما اجمعوا على انها كانت هي المباراة الافضل في هذا الموسم ، بل واحدة من قلائل المباريات المهمة في المواسم القليلة الماضية، وهي تعيد الروح الى ملاعبنا وتكرر لماضيها وزمنها الذهبي الجميل، ينتظر محبو الفريقين غدا ان تكون مواجهة الزوراء والشرطة هي قمة حقيقية ثانية على مدى اسبوع يكون فيها الرابح الأكبر جمهورنا وفرقنا وانديتنا المعطاء والخاسر الاكبر فيها من يدعي ويبرر رغبته بالبحث والتفتيش عن اسماء جديدة ودماء متجددة تضخ في عروق منتخبنا الاول مثلما نسمع في كل مرة من تصريحات ابرزها التصريحات المزعومة للمدير الفني للمنتخب زيكو المتبجح بقضية البحث عن اسماء جديدة يريد ان يعرفها من هناك ، من اماكن احتفالاته باعياد الميلاد من عاصمته!
وجهة نظر: نريد قمة حقيقية ثانية
نشر في: 30 ديسمبر, 2011: 06:28 م