بغداد/ المدىشاب التقيته مصادفة في أحد المقاهي القريبة من كراج النهضة يتحدث مع أصدقائه وهو يقسم انه لن يعود إلى بغداد مرة ثانية حتى لو أعطوه (مليون دينار) أجرة باليوم الواحد ! . حاولت أن أجاذبه أطراف الحديث علّي اعرف منه سبب المشكلة التي دفعته للعودة إلى محافظته الجنوبية ..
فغمره الحياء قبل أن يجمع أشتات أحداث الليلة الماضية ويقول بصوت متردد خجول .. اسمي ( م) ولدت في إحدى المحافظات الجنوبية.. وقد قدمت إلى العاصمة بغداد منذ عام تقريبا للعمل فيها لعدم تيسر العمل هناك , ولأجمع بعض النقود لتأمين عيشة أهلي ،فأنا أعيل ثمانية إخوة صغار السن .. وقد قاسيت كثيرا من الحياة في العاصمة حيث انتقلت من اجل المبيت من مطعم إلى مطعم ومن غرفة إلى كراج بسبب عدم تمكني من دفع أجور السكن .. إلى أن حط بي الرحال عند امرأة مسنة تعيش مع ابنها البالغ من العمر ( 25) عاما وذلك في منطقة شعبية من مناطق بغداد .. وليلة البارحة ليلة مشهودة في حياتي لن أنساها ماحييت .. فبعد أن أنهيت عملي في احد الأفران .. وقد نال التعب مني مقتلا .. قصدت غرفتي التي استأجرتها عند تلك المرأة المسنة والكائنة على سطح منزلها .. وبعد أن دخلت إلى غرفتي حيث تناولت لفة فلافل أسدّ بها رمقي ارتميت على فراشي وغرقت في سبات عميق من شدة الإرهاق والتعب الذي ألم بي طوال اليوم . وفي حوالي الساعة الثالثة فجراً استيقظت مذعورا على صوت باب غرفتي الذي يقرع بطريقة غريبة .. فتقدمت بحذر لأستطلع من هو هذا الزائر الذي يأتي في عتمة الليل , فإذا به ابن تلك المرأة العجوز صاحبة المنزل يتمايل مترنحاً ورائحته الكريهة تنبئ انه قد شرب العرق حتى الثمالة .. وتركته يدخل إلى غرفتي ظناً مني انه لجأ إليّ كي لا تراه والدته على هذه الحالة .. ومن ثم عدت إلى فراشي لأعاود نومي .. ولكن لم أكد أغمض عيني حتى شعرت بشخص يندس بجانبي في الفراش وقد خلع ملابسه بأكملها وأخذ يتقرب مني ويضع يده على أعضائي .. فوقفت منتفضاً من مكاني وإذا به يحمل سكينا حادة وراح يهددني بها كي لا ارفع صوتي حتى لايشعر احد بنا .. ومن ثم طلب مني أن أمارس العمل المنافي للأخلاق والحشمة معه .. فوقفت في حيرة من أمري تجاه هذا المأزق الذي وجدت نفسي فيه .. فلجأت إلى الحيلة علّي استطيع أن اخلص نفسي والهرب بجلدي من هذا المجنون الشاذ الواقف أمامي .. فأبديت له موافقتي ولكن بعد أن احضر له بعض الأطعمة والمشروبات وحتى تحلو السهرة أكثر .. وفعلا تظاهرت بأني اعد له المنضدة , ولكني في الواقع كنت احزم أمتعتي متحيناً الفرصة المناسبة للهرب .. وعندما أشعرته بأنني أصبحت طوع بنانه انتهزت فرصة انشغاله بالطعام ولذت بالفرار متجهاً للمبيت عند احد أصدقائي حتى الصباح .. وقد قررت العودة إلى محافظتي للعمل فيها وبين أناسها الطيبين البسطاء , حتى وان كان المردود المادي قليلا هناك .. ولكن الأمان الذي أشعر به بين أهلي وأقربائي يكفيني والستر نعمة لا تقدر بثمن .
الستر نعمة بين أهلي وأحبّائي !!
نشر في: 1 يناير, 2012: 05:38 م