TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :مناورات نتنياهو المكشوفة

في الحدث :مناورات نتنياهو المكشوفة

نشر في: 1 يناير, 2012: 06:52 م

 حازم مبيضين حين ترفض حكومة بنيامين نتنياهو استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين, بوجود ما تصفه بالشروط المسبقة, فإنها بذلك تلعب على الكلمات للتنصل من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاقيات المبرمة مع السلطة الفلسطينية, والمؤكد والثابت أن الجانب الفلسطيني حين يتحدث عن وقف كافة أشكال الاستيطان غير الشرعي,
 والمرفوض فلسطينياً وعربياً ودولياً, فإنه لا يضع شرطاً, بقدر ما يطالب الدولة العبرية بالوفاء بالتزامها بوقفه, وباعتبار أنه يشكل عائقاً حقيقياً أمام التوصل إلى اتفاق منصف, يعيد للفلسطينيين بعضاً من حقوقهم المسلوبة, كما أن اعتراف الدولة العبرية بحدود عام 1967 باعتبارها حدود دولة فلسطين العتيدة, وبأن مرجعية المفاوضات على أساسها, إضافةً إلى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين هي كلها التزامات إسرائيلية على تل أبيب أن تنفذها, وهي بكل المقاييس ليست شروطاً تزعم إسرائيل اليوم أن الفلسطينيين يضعونها, وكأن هؤلاء غير معنيين بإقامة دولتهم.يعرف المجتمع الدولي, وخصوصاً اللجنة الرباعية الدولية, أن حكومة نتنياهو وحدها تتحمل مسؤولية تعطيل المفاوضات, بسبب استمرار الاستيطان، وهي أكدت تمسكها بهذه السياسة الشوهاء بقرارها الأخير بناء 130 وحدة استيطانية في مستوطنة جيلو في القدس الشرقية المحتلة, ويعرف الجميع أن التصعيد العسكري الأخير ضد قطاع غزة يستهدف قطع الطريق فعلياً على أي أمل بعودة حقيقية ومنتجة إلى مائدة التفاوض, وهاهو العقيد الإسرائيلي تال هيرموني يهدد بشن عملية عسكرية ثانية مؤلمة ضد القطاع المحاصر, على غرار عملية الرصاص المصبوب التي تمر هذه الأيام ذكراها الثالثة, ويتبجح بأنها حققت أهدافها، وهو في ذلك يردد أقوال رئيس أركانه الذي يؤكد أنه لا مفر من جولة قتال ثانية في غزة, ويصف الحرب التدميرية التي شنت ضد القطاع بأنها تمت بصورة مهنية وحازمة, وحققت ردعاً كبيراً، ولكنه يعترف بوجود تصدعات في الردع الإسرائيلي تجاه حماس، ولا مفر من جولة قتال أخرى في القطاع مستقبلا.  تسعى حكومة نتنياهو كعادتها إلى إشغال المجتمع الدولي بتفاصيل وهمية تخترعها, من قبيل البحث في مكونات اقتراح فلسطيني لم يتقدم به أي مسؤول فلسطيني, وهي هنا تتحدث بالتفصيل الممل عن أسباب رفضها لذلك الاقتراح, وتقول إنه غامض وأنه لا يوضح آلية استئناف المفاوضات بشكل كامل بعد الإفراج عن الأسرى، بحيث تعقد لقاءات بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أم أن إطلاق سراحهم سيؤدي فقط إلى اللقاء التمهيدي بين صائب عريقات ومستشار نتنياهو يتسحاق مولخو, وهي تستبق أي محاولة للعودة إلى طاولة التفاوض بإعلان نتنياهو الوقح, بأنه في حال ضم حماس لحكومة فلسطينية, فإن حكومته لن تجري مفاوضات مع السلطة الفلسطينية, وهو هنا يتدخل بشكل فج في أمور الفلسطينيين, وبما هو أكثر بكثير من حقه في التدخل في العديد من شؤون الحياة الحزبية في إسرائيل, ثم بعد ذلك يتباكى بأن الفلسطينيين يرفضون التفاوض مع حكومته.لا نبتعد عن الحقيقة قيد أنملة ونحن نؤكد أن حكومة نتنياهو المغرقة في عنصريتها, بعيدة كلياً عن التفكير بالسلام, باعتباره خياراً استراتيجياً لشعوب المنطقة, التي ملت الحروب وشبعت من مآسيها وويلاتها, وهي تتطلع إلى مراحل في حياتها تتفرغ فيها للبناء والتمتع بالحياة بدل شن الحروب ضدها, ولا نبتعد عن الحقيقة ونحن نؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لاستغفال العالم بإعلانها الرغبة في التفاوض, فيما هي تبذل كل جهدها لمنع أي مفاوضات جادة ورصينة وحقيقية, والمهم متى يدرك العالم هذه الحقائق, فيضع حداً لهذه السياسات قصيرة النظر, ويفرض على إسرائيل الانخراط في مفاوضات جادة, ليس هناك سبيل غيرها لإحقاق السلام في أرض السلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram