TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :أهلاً عام 2012 ولكن..!

كردستانيات :أهلاً عام 2012 ولكن..!

نشر في: 1 يناير, 2012: 07:04 م

 وديع غزوان aها قد مضى عام 2011 وطويت صفحاته الأخيرة بأزمة أبى فيها السياسيون إلا أن يتركوا بصمات فشلهم وخيباتهم في إدارة شؤون العراق بما يحقق الاستقرار لشعبه، ودعنا العام بقلق وحيرة وخوف، بديلا عن الفرح الذي يفترض أن نعيشه، ونحن نستقبل عاما جديدا آخر ، فتفاعلات الأزمة السياسية واحتراب الفرقاء انعكس سلبا على الواقع الأمني الهشّ أصلاً.
في مثل هذه الأيام يجتهد المنجمون والفلكيون بتنبؤات متشائمة أو تحمل علامات الفرح لكننا في العراق رغم قناعتنا بان المنجمين كذبوا وان صدقوا، لا نحتاج إلى فلكي يقرأ لنا المستقبل في ظل هذه النخب السياسية التي لم تعرف أصلاً غير تنغيص حياتنا، وسرقت الفرح منا حتى أنها أنستنا معاني الاحتفاء بآخر جندي أميركي .. وإذا أضفنا الى كل ذلك سوء الخدمات وفشل مجلس النواب والحكومة في إيجاد الحلول والمعالجات في الكثير من مشاكلنا في الكهرباء والسكن والبطالة وضعف القطاعات الإنتاجية ، لأدركنا حجم ما عشناه من أيام في السنة الماضية .ربما يعتقد البعض أن ما نقوله صورة قاتمة ومبالغ فيها لكن الملايين من المسحوقين أدركوا ويدركون أن بعض السياسيين لا يعيشون إلا على الأزمات لبسط هيمنتهم ومحاولة جنوحهم نحو التفرط . لقد اعتدنا وخلال كل الأشهر الماضية أن نسمع الخطب والتصريحات عن العراق ومصلحة شعبه، لكننا لم نلمس شيئاً من هذا على ارض الواقع ، لذا فإننا ونحن نستقبل عامنا الجديد نضع أيدينا على قلوبنا عندما نسمع ضجيج التصريحات النارية رغم الدعوات الكريمة والمبادرات الخيرة لعقد مؤتمر وطني موسع يضع حدا للقلق المشروع الذي نعيشه كمواطنين .نتمنى جميعا أن تسفر المبادرات عن اتفاقات حقيقية تتضمن فقرات واسعة لا تعطي الحجة لأي طرف للقفز عليها وتفسيرها بحسب ما يشتهي، فتعلو الخلافات مرة أخرى وتعود الأوضاع الى ما كانت عليه إن لم نقل أسوأ .ونحن نودع عاما ونستقبل آخر لا نمتلك إلا الأمل، وقلوبا تهفو نحو تلك المبادرات مع رجاء بأن تتجاوز صيغة المجاملات فلا يؤجل بحث قضايا وأمور جوهرية كمفهوم الشراكة الوطنية والفدرالية وتعديل الدستور وتوزيع الثروات وغيرها من المواضيع التي بقيت عالقة، فتضاعفت المشاكل وازدادت حدة الصراعات .مضى عام واتى آخر من دون أن يتحقق ما كنا نصبو إليه ولا الحد الأدنى منه، ولنكن صريحين أكثر، فنقول إن المستفيد الوحيد من كل ما جرى ويجري هو السياسيون لا غيرهم، ما نتمناه أكثر أن يشهد العام الجديد سياسيا شجاعا يعترف بفشله ونعتقد واثقين أليس من عذر بعد في ما آلت إليه أمورنا كل بحسب مسؤوليته ، لقد أضاعوا علينا فرصا كبيرة واخطأوا بحق العراق وشعبه. فهل نسمع من يقول عذرا لقد أخطأت ويعيد الحق إلى نصابه؟في السياسة لا محل للأمنيات لكننا لا نمتلك غيرها!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram