TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :حزن فـي العيد

سلاما ياعراق :حزن فـي العيد

نشر في: 1 يناير, 2012: 10:05 م

 هاشم العقابي مثلما علمتني أمي في أيام طفولتي أن أتمنى أمنية ليلة العيد، خاصة في ليلة "دورة السنة" منيت نفسي بأن يطل علينا السيد المالكي مبتسما فاتحا صفحة جديدة مع إطلالة العام الجديد. كانت الأماني كثيرة لكني اختزلتها بأمنية أن اسمع منه حتى ولو قولا وليس فعلا، شيئا يريح ويُطمئِن  شعبه الذي بات يرتجف خوفا من عودة الاستبداد
وشبح الحرب الطائفية الذي يحوم في الطرقات. غفوت مع أمنيتي حالماً بصباح من نوع آخر. وحين فتحت عيني هذا الصباح وجدت الأنباء فعلا تتحدث عن خطاب أو حديث للمالكي، فقلت: اللهم اجعله خيرا. لكن خاب أملي وضاعت امنيتي، كالمعتاد.لم يخبرنا الرجل عن خططه حول ما ستكون عليه حال الكهرباء في العام 2012. ولم يحدثنا عما في "جعبته" من قرارات تردع المفسدين والمرتشين وتبشر جموع العاطلين والعاطلات عن العمل بما يفرح قلوبهم ولو بجملة واحدة. ترك كل هذا وذاك، وصار يشكو لنا حزنه على ثورات العالم العربي لانها سُرقت من الإسلاميين وذهبت لغيرهم!صراحة اجد ان المالكي يستحق الحصول على شهادة تسجيل حقوقه الفكرية عن قوله هذا.، اذ لم اسمع بمثل هذا القول من اي مفكر أو مسؤول سياسي، عربي أو غير عربي، من قبل. ولا ادري على اي دليل استند المالكي ليقول: "أغلب الثورات في عالمنا العربي والإسلامي تبدأ من الشريحة الإسلامية وبقيادة علماء الدين وتنتهي إلى غيرهم". ثم يضيف بلغة الواثق جدا مما يقول: "هؤلاء العلماء يدفعون الثمن غاليا من دماء ومعاناة وسجون خلال الثورات، إلا أنها تسرق لقلة الوعي وتحمل المسؤولية".كان رد فعلي الاول هو ان أتأكد من نفسي ان كنت فعلا قد صحوت من النوم أم مازلت احلم. فركت عيني اكثر من مرة وتصفحت الاخبار في اكثر من موقع الكتروني لأتأكد مما قرأت فوجدته قد قال ذلك بالفعل. هل انا في حلم أو في علم يا ناس؟ وليتكم تجيبوني يرحمكم الله: هل كان بو عزيزي التونسي معمما أو آية من آيات الله، ام انه بقال مظلوم، اشعل نفسه ثورة فقطف ثمارها الاسلاميون هناك؟ وهل ان المصرية أسماء محفوظ كانت عالمة دين ؟ وهل وائل غنيم كان فقيها سلفيا؟ ألم يكن هؤلاء هم "ابو كلاش" الذي تعب، والاسلاميون "ابو جزة" الذي أكل؟اتمنى على المالكي ان يعطينا مثلا واحدا لثورة شعبية، أو غير شعبية، بدأها علماء دين وراحت لغيرهم. ومن هم هؤلاء الـ "غيرهم"؟ فان كان المالكي حزينا على سرقة الثورات العربية من يد الاسلاميين، كما يدعي، فليصدقني باني اشد منه حزنا. لا على الثورات ولا على الاسلاميين ولا على "غيرهم"، انما حزني هو ان تنتهي امنيتي في هذا الصباح الى نتيجة اقنعتني بأن من يحكمنا يعيش في عالم آخر ليس عالمنا، ودنيا ليست لها علاقة بدنيانا. إنّا لله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram