TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الناقد علي حسن الفواز: التحولات الكبرى تبدأ بمفاهيم كبرى

الناقد علي حسن الفواز: التحولات الكبرى تبدأ بمفاهيم كبرى

نشر في: 2 يناير, 2012: 07:01 م

المدى الثقافي عالم المعرفة يقود المبدع إلى نوافذ كثيرة منها عالم الثقافات؛ الشعر، السرد ،النقد ،  التشكيل ، والفلسفة ، هذه جسور تمتد لفتح آفاق كبيرة للمعرفة كأن يكون التنظير أحد جوانبها ، وهي اشتغالات تدلل على وعي متقدم، ربما يعطي ثمارا ذات أهمية كبرى في عالم الثقافة.
* ما الذي يشغلك الآن بعد صناديق الشعرية المقفلة؟- ما يشغلني هو إكمال كتبي المعلّقة، إذ أني أعمل الآن على ثلاثة كتب بعضها يتعلق بالنقد ،وبعضها يتعلق بالفكر السياسي، لكني أعيش هواجس وتفاصيل الحياة التي تربكني في إعادة تنظيم يومياتي الثقافية، التي أجد أنها تحتاج إلى الكثير من التنظيم، والتي تؤكد ما كنت اطرحه سابقا ، بأن المثقف المنظم هو المثقف القادر على بيته الثقافي ويدوزن اشتغالاته الثقافية، بالشكل الذي غير خاضع لمزاجيات الكتابة الإعلامية التي تورطنا بها للأسف بشكل كبير جدا ،ما يشغلني أيضا هو هذه المخاضات الأمنية المرعبة التي تهدد الأمن الجمالي والأمن المعرفي وكلنا يعرف أن المثقف من دون هذا الأمن الجمالي والمعرفي فانه لا يتأمل الأفق بشكل صحيح ، المثقف هو مواطن حسي ومواطن حسّاس، وأي محاولة لخرق هذه الحساسية  فإنها تضع المثقف في زاوية لزجة.ما يشغلني أيضا هو كيفية  تعزيز دور المثقف العراقي في المشهد الذي غلبت عليه اللامهنية، واعتقد أن إثراء دور المثقف في هذه المرحلة ودعم دوره الشجاع  في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا العراق الجميل، اعتقد أنها مهمة مكلفة ومهمة متعبة ، ومهمة ستضع الشاعر والروائي والقصاص أمام الكثير من المسؤوليات التي تحتاج إلى دربة وتحتاج إلى مران وسياق ولغة وتحتاج الى وعي يمارس لعبة الصحو  الكامل.* أراك تنحو في الكتابة إلى  الجانب التنظيري في عالم الثقافة؟- الأشياء الكبرى عادة تبدأ بمفاهيم كبرى وتبدأ بنظريات كبرى وطروحات كبرى ، اعتقد أن العقل الغربي حينما أسس الحضارة ،وحينما كرس قيم المدنية ، وقيم العمران الثقافي ،فانه كرسها  وفق وجود أرضية نظرية يمكن أن تستوعب الجوانب الإجرائية بشكل صحيح،  الثقافة  العراقية أو الثقافة العربية بشكل عام ثقافة تغيب عنها النظرية ،هي ثقافة إحداث ثقافة وقائع ثقافة، تفاصيل ثقافة،  خضوع  ثقافة سلطة، واعتقد أن هذا النمط من الثقافات هو الذي جعل الثقافة العربية والعراقية بشكل خاص تعاني العري الكبير، ما نحاول عليه الآن هو أننا نضع العقل الثقافي العراقي في منطقة التنظير ، لكي نسلحه ونؤهله ونجعله قادرا على أن يتفاعل مع الحضارة ،يتفاعل مع العولمة، يتفاعل مع الجدة، يتفاعل مع قيم ما بعد الحداثة ، بشكل يمنح هذا العقل الأهلية ويمنحه الأسلحة الكافية لكي يواجه، ولكي يعيد تصميم الحياة بشكل صحيح ،لكي يعيد من أعطى الإنسان جرعات عالية  من  الوعي الفاعل ،والوعي ينبغي أن يكون فاعلا، ينبغي أن يكون حرا، ينبغي شجاعا، ينبغي أن يكون مسؤولا ولديه الأهلية للانتماء والحوار مع الآخرين ،نحن لا نؤمن بوحدانية هذا الوعي ،بعزلة هذا الوعي ، الوعي الذي تصنعه الأمكنة العاطلة ، اعتقد أن إعادة تنظيم النظرية بالشكل الذي يجعلها فاعلة في تأهيل الإنسان ، اعتقد أنها مسؤولية كبيرة ينبغي أن ينهض بها المثقفون والمؤسسات الثقافية ،لأن المثقف وحده لا يمكن أن يصنع نظرية ، النظرية  عادة تصنعها مجموعة من العوامل التاريخية  قد يكون المثقف، قد يكون المنظر والباحث ،وهو طرف مهم فيها إلا انه يحتاج إلى طيف من هذه الاشتغالات التي تعطي للنظرية قيمتها التاريخية والثقافية وقيمتها في تهيئة المفاهيم والأفكار والمصطلحات لكي تكون أسلحة حقيقية في مواجهة العالم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram