اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > "مطاردة الشيطان".. حيث صار العبيد أسياد عبيد!

"مطاردة الشيطان".. حيث صار العبيد أسياد عبيد!

نشر في: 2 يناير, 2012: 07:02 م

عادل العامل تمتلك سيراليون وليبيريا تاريخاً متماثلاً بالإضافة إلى تقاسمهما حدوداً مشتركة. وكلتاهما كانتا مستقرّاً لعبيد سابقين، من بريطانيا والولايات المتحدة على التوالي؛ ولهذه الحالة يمكن أن تُعزى ولو جزئياً الحروب الحديثة في الدولتين نظراً لكون العبيد السابقين والسكان المحليين قد شكّلا جماعتين ثقافيتين واجتماعيتين- اقتصاديتين متميزتين.
 وقد أصبح عبيد ليبيريا السابقون سادة للعبيد في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، ليقوموا بإرسال مئات الرجال المحلّيين القادرين بدنياً إلى المزارع في فيرناندو بو، ويخلقوا بذلك ارتباكاً لدى المجتمع الدولي.وكتاب ( مطاردة الشيطان Chasing the Devil  ) ، كما يقول مارتن دراكارد في عرضه للكتاب، هو كتاب الرحلات الأفريقية الثاني للصحفي البريطاني تيم بوتشَر Butcher ويقع في  325 صفحة. وكان، في الكتاب الأول، ( نهر الدم )، يتتبع رحلة المستكشف هنري مورتون ستانلي على طول نهر الكونغو. أما في الثاني، فيتتبّع الرحلة البرية على الأقدام التي قام بها الكاتب والجاسوس البريطاني غراهام غرين، وابنة عمه باربارا، من حدود سيراليون / ليبيريا، صعوداً إلى غينيا، ونزولاً إلى بوكانان على الساحل، أي 350 ميلا إجمالاً، ومن ثم بواسطة البحر إلى منروفيا وبطريق البر إلى فريتاون.لقد قام غراهام غرين برحلته على الأقدام في عام 1935، باحثاً عن هويةٍ له، وراح يقارن رثاثة وكآبة الحياة المتمدنة الحديثة مع براءة وبساطة أفريقيا التقليدية. وفي عام 2009 وفي أعقاب حرب الماس الدموية، وقبلها إعدامات الساحل المشهورة لكامل مجلس وزراء الحكومة الليبيرية )بعد مقتل الرئيس وليام تولبيرت في انقلاب 1980 الدموي بقيادة العريف صمويل دو، الذي قُتل في ثورة ضده عام 1990)، فإن القليل من البراءة قد تبقّى هناك.وبالنسبة لتيم بوتشَر ورفيقه في السير ديفيد، وهو خريج أكسفورد لكن أصغر منه سناً بعشرين عاماً، فلا شيء قد تغيّر في الداخل منذ أن كان غراهام غرين وابنة عمه هناك : الفقر القذر، وشياطين الأحراش، وعيشة الكفاف، والمعتقد الخرافي والقتل الشعائري. لكن بحث بوتشر كان مختلفاً؛ فقد أراد أن يكتشف ما الذي كان يسبب ذلك التخلف. وقد حصل على مفتاح لذلك من أومارو، سائق الدراجة النارية الذي حمل معداتهما وتجهيزاتهما ومن ملاحظاته هو. إن مواصلة البقاء حياًً في الأحراش أمر عسير ، بحيث أن أحداً لا يمكنه أن يتجرعه وحيداً. ولا بد للفرد من الإذعان للمجتمع، وكل واحد يقوم بدور في هَرَمية من الباحثين عن المعرفة القادرين على جعل البيئة القاسية مقبولة.   فليس هناك من مكان للفردية، أو المبادرة الخاصة أو النجاح الشخصي؛ وأي واحد يقف فوق المجموعة سيكون ضحية للغيرة أو الحسد، ويعامَل وفقاً لذلك وبشدة. ولا بد لشيطان النجاح الشخصي من أن يلاحَق و يُطرَد بعيداً؛ وهذا ما يقوله نظام العقيدة الخانق في المجتمع. فإذا أردتَ الاستمرار في البقاء، امكث في البيت؛ وكي تزدهر أحوالك، يجب أن تبتعد.إن تقرير المؤلف معبّأ بالملاحظات والحكايات النادرة. وتمثُل أمامي اثنتان بوجهٍ خاص : الأولى، مقابلته البروفيسور ألدريد جونز، وهو في ثمانينياته وأعمى كلياً، لكنه قام بدور كبير في تدريب أكاديميين وإداريين لغرب أفريقيا، من كلية فوراه بَي في سيراليون؛ والثانية، تعليق غراهام غرين بأنه في كامل تجربته بغرب أفريقيا، لم يسمع على الإطلاق طفلاً أفريقياً يبكي. ولا أنا.■ عن:  all Africa

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram