اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > كوكب للسنّة وآخر للشيعة!

كوكب للسنّة وآخر للشيعة!

نشر في: 2 يناير, 2012: 07:06 م

ميسلون هادي حسب موقع (CNN) الإخباري، أعلنت مجموعة من العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قبل أيام اكتشاف كوكبين جديدين بحجم الكرة الأرضية، أطلق عليهما اسم  كيبلر20 E وكيبلر 20F. وقد أكد فريق كيبلر للفضاء الذي أنجز هذا الاكتشاف، أن الكوكبين قريبان جداً من شمسيهما،
 وبالتالي فإن درجات الحرارة تتراوح على سطحيهما بين 800 و1400 درجة مئوية، مما يجعلهما غير صالحين للعيش البشري. ولكن الفريق أكد في الوقت نفسه تمكن البشرية وللمرة الأولى من اكتشاف كواكب مشابهة للأرض في الكون تتوفر فيها السوائل ودرجات الحرارة المناسبة حيث أعلنت ناسا أوائل الشهر الماضي اكتشاف كوكب جديد يصلح "للعيش البشري"، تتوافر على سطحه كميات كبيرة من المياه، ويحمل اسم  كيبلر22 ب ويصل قطره إلى ضعفي قطر الأرض، ويبعد حوالي 600 سنة ضوئية عنها، كما أن فترة دورانه أقصر من الأرض، فبدلاً من أن تكون السنة مساوية لـ(365) يوماً، هي في ذلك الكوكب لا تزيد على 290 يوماً. ليس هذا فحسب، فقد أعلنت ناسا أيضاً عن اكتشاف نحو 54 كوكباً يمكن أن تكون مناسبة للعيش، ولكن "كيبلر- 22 ب" هو أول الكواكب التي يتم التأكيد على إمكانية العيش البشري عليها.    إذن حسب وكالة ناسا الفضائية هناك أكثر من خمسين كوكباً جديداً (بالباكيت) تحمل إمكانية العيش البشري عليها، وهذا الخبر الجديد يشجع العراقيين على اختيار كوكبين (مجكنمين) من تلك الكواكب الأربعة والخمسين وحجزهما للمستقبل بدون قروض أو دفع سرقفلية أو فوائد بنكية لأننا سنتبرع لوكالة ناسا بأن نجرب لهم هذين الكوكبين بدون مقابل خدمة للعلم والعلماء على أن يكون أحدهما للسُّنة والآخر للشّيعة، وبشرط أن يكون توقيع العقد خالياً من الشروط الجزائية، وهذا ليس كثيراً على "أولاد الخايبة" بعد أن أثبت سياسيونا أنهم لا يستطيعون التخلي عن المجاهرة الطائفية والأحزاب الطائفية والمحاصصة الطائفية باعتبارها السبيل الوحيد إلى المسرحية التراجيدية الكوميدية المسماة بالعملية السياسية في العراق.    نعم.. يحق لنا أن نعلن تطوّعنا للقيام بهذه التجربة الخلاقة باعتبارنا أصحاب الحق في الهروب من البلد الذي يحتل المراتب الأولى في قوائم الفساد وسوء الخدمات. وبمساعدة كثافة التصويت وحملات الفيسبوك والتويتر وبرامج اليونسكو لاختيار عجائب الفضاء السبع، سننجح بإقناع علماء ناسا باختيارنا هذه التجربة عسى أن نجد فيها مكاناً بديلاً لأسوأ مدينة للعيش بين المدن حسب تقرير "ميرسر" الذي اعتبرته الحكومة مبالغاً فيه، باعتبار أن المصورين والصحفيين (المندسين) يبحثون عن كومة أزبال هنا وأخرى هناك ليصوروها.    وإذا ما أظهر العراقيون حماسة في التصويت مشابهة لما أظهروه في الانتخابات الانتحارية فتأكدوا أننا سنغادر قريباً إلى الكوكبين الجديدين ونحجز لنا موطئ قدم هناك باعتبارنا الشعب الأكثر استحقاقاً للمراتب المتقدمة في قائمة العجائب في العصر الحالي والمستقبلي. وإذا ما حالفنا الحظ فلربما نفوز بالمركز الأول في التنافس، وسيكون علينا أن نقطع ستمئة سنة ضوئية إلى الكوكبين الجديدين وتلك صعوبة يمكن التغلب عليها بلاصقة يابانية رقمية تجعل الوقت يمر بلمح البصر دون آثار جانبية. كما تلاحظون فإن أيام السنة في الكوكبين مختلفة عما هو موجود على كوكب الأرض، مما لن يدع مجالاً للشك في أن تكون هناك حاجة ملحّة لكي يصبح احترام الزمن أشد ضرورة من احترام الدستور الذي سيكتبه السكان حسب اعتبارات أخرى بعيدة عن أرض الرافدين وقريبة من الأسكيمو أو خط الاستواء أو اليابان أو الصين أو سيبريا. ستصطحب كل طائفة معها قنواتها الفضائية وصحفها الطائفية وشعاراتها الطائفية وتغرق في كوكبها الجديد بنعيم الطائفة الواحدة التي لن تجد (طير البشر) مختلفاً معها لكي (تتناقر) أو تتقاتل معه فتعيش في كآبة شديدة ويصيبها الملل من صمت المدافع الأمريكية وخرس الفرق الكوميدية وكسل رسامي الكاركتير... ستختفي النكت من الموبايلات ومسرحيات الردح من نشرة الأخبار وتصبح جافة كنشارة الخشب.. سيكون الوضع سقيماً وبدون حراك فيلجأ أهل كل كوكب من الكوكبين إلى إطلاق الألعاب النارية في الهواء للتحرش بالكوكب الآخر، وإثارة العواصف الكونية من أجل خلق طريقة عاطفية للاتصال بالكوكب الآخر.. ويطالب الأزواج الذين انفطرت قلوبهم، بلمّ الشمل مع زوجاتهم على الكوكب الآخر وتنشأ قنصليات ومكاتب في علاوي الكوكب لمنح الفيزا أو اللجوء الإنساني.. وفي اللحظة المناسبة سيقوم الربيعان الفضائيان على وقع المطر وصوت الرعد وبرق العواصف ويثور السكان على هذه الحياة المملة والخالية من الاختلاف والتنوع.. ستعلو وجوههم علامات الاكتئاب الشديد من هذه المعاناة التي لم تخطر لهم على بال، وسيشعرون بالندم على هذه القطيعة التي جعلت حياتهم بلا طعم ولا نكهة، وهل هناك أكثر كآبة من أن تخلو حياتهم من ظهور السيد قاسم عطا ليصرح كل مرة على وقع الانفجارات المريعة بالقول: إن الوضع مسيطَر عليه، أو إنه لم يحقق أهدافه المرجوة.. وليصدقني من يصدقني وليكّذبني

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram