هاشم العقابي وجدت نفسي وأنا في أول أيام أعياد الميلاد حزينا أدمدم بمقاطع من قصيدة كتبتها قبل عشرة أعوام قلت فيها: طبع الناس من تحضر بحفلة عيد ميلاد تفرح .. تركص .. اتغني .. تضوي اشموع تضحك .. تنطلق .. ما تظل ممنوعات ..
فقط يبقى الحزن والدمع ممنوع ..بس يمكن لأن آني عراقي .. انسيت طعم الفرح من اسنين وصرت بأسعد اللحظات اصب ادموع ..وفعلا أنا هكذا في هذا اليوم وفي هذه اللحظة بالذات "مو حزن، لجن حزين". عراقي اعرف باني مثل اهلي قد أدمنت الحزن وأدمنني حتى صار اهم عندي من ثياب العيد. آه يا عريان السيد خلف اشهد انك حاضر حقا في دواخلنا حين قلت نيابة عنا:مشكلتي الفرح .. ما اعرف بابه امنينوبلون الحزن من زغري متمشكل ناورني الدمع باول مدب عالكاع وناغمني الحزن وي رنه الجنجللقد علموني من يوم ما تخصصت بعلم النفس اكاديميا، ان الكآبة اشدها تلك التي لا تعرف لها سببا. وافضل طرق الخلاص منها ان تبحث في دواخلك عن السبب الذي جعلك حزينا أو كئيبا. لذا فتشت بين طيات نفسي وتحسست اضلاعي لعلي اجد سببا واحدا فارتاح واريحكم من همي، لكني وجدت "مكدرات البال" عصية على العد. ظننت في البدء ان السبب يعود الى رسالة جاءتني امس مع اول صباح للعام الجديد من اخي ينعى بها صديق طفولتي عبد اللطيف تايه، الذي هو خالي. ورغم ان موته كان جرحا جديدا اضفته لجروحي، لكني اشعر بان هناك ما هو اشد منه الما وعمقا. شيء هو اقرب الى الشعور بالذنب أو لوم الذات منه الى الحزن الذي هو اساسا "مو حزن". يا له من يوم داكن، ويا له من عام ثقيل هذا العام. وما بين الحزن والدمع، ناداني صوت هادي المهدي. ثم حاصرني بضحكته وخبصته فرحلت الى صفحته التي ما زالت حية على الفيسبوك. حاولت ان اكتب له معتذرا لاننا ارتضينا العيش من دونه في عام جديد، وارتضينا ان نتمسك بوطن سكت اهله عن المطالبة بدمه، فمحوت ما كتبته خجلا منه. ارجوك يا هادي لا تتقبل عذرنا ولا عزاءنا لاننا نسيناك. وحقك كلنا مذنبون تجاهك، الا ساحة التحرير فقد ابت ان تفارقها الوحشة من يوم رحيلك عنها الى اليوم. ليس عندي يا هادي غير ان اردد معك المثل الذي كنت تكرر قوله كثيرا: "خلها سكته والحجي يكوي العين". وها أنا قد سكت يا أبا هيوه.
سلاما ياعراق :مو حزن
نشر في: 2 يناير, 2012: 07:43 م